للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدها: أنه السامع المتأتِّي منه ذلك.

الثاني: غيرُ الرسول، والخطاب له تشريفًا.

والثالث: الخطاب له تأكيدًا" (١).

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يظهر أن السمين الحلبي يرجِّح أن الخطاب في الآية على العموم لكل من يتوجه إليه الخطاب فيها، ويظهر هذا الترجيح من وجهين:

الأول: أنه بدأ المسألة بالتذكير بمعنى هذا القول إشارة إلى أنه هو المعتمد عنده، ثم أشار بعد ذلك إلى الخلاف وذَكَرَ الأقوال في المسألة. فالقول الأول هو المعتمد عنده، والذي صرح به قبل ذكر الخلاف.

الثاني: أنه في المسألة السابقة استبعد أن يكون المخاطب في الآية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأقوال في سبب النزول فقال: "فهذه الآية مُسليةٌ لذلك الواقع في نفسه، وليس المخاطب بذلك رسول الله".

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

اختار بعض المفسرين القول الأول (٢).

والجمهور على القول الثاني (٣)، وهو مقتضى قول قتادة (٤).

وأما القول الثالث فقد ذكره بعض المفسرين من غير ترجيح (٥).


(١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٥٧ إلخ)، تحقيق: وائل بن محمد بن علي جابر (ص: ٤٤٤ - ٤٤٥).
(٢) ذكره الواحدي في التفسير البسيط (٦/ ٢٦٧) عن بعض النحويين، وينظر في نظم الدرر للبقاعي (٥/ ١٦٣ - ١٦٤)، والتحرير والتنوير لابن عاشور (٤/ ٢٠٥)، وتفسير آل عمران للعثيمين (٢/ ٥٨١).
(٣) ينظر في تفسير الطبري (٦/ ٣٢٤)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٥٠٠)، وتفسير ابن أبي زمنين (١/ ٣٤٢) والثعلبي (٩/ ٥٧٧)، والهداية لمكي بن أبي طالب (٢/ ١٢٠٦)، وتفسير البغوي (١/ ٥٥٨)، والمحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٥٥٨)، والسراج المنير للشربيني (١/ ٢٧٦)، وإعراب القرآن وبيانه لدرويش (٢/ ١٤٤).
(٤) روي في تفسير الطبري (٦/ ٣٢٥) وابن أبي حاتم (٣/ ٨٤٥)، وينظر في زاد المسير لابن الجوزي (١/ ٣٦٣).
(٥) ينظر في تفسير الماوردي (١/ ٤٤٤)، وزاد المسير لابن الجوزي (١/ ٣٦٣).

<<  <   >  >>