المسألة الخامسة: التوجيه في قراءة {أمنة نعاسًا تغشى طائفة منكم}[آل عمران: ١٥٤] بالتاء
• أصل الخلاف في المسألة:
الخلاف هو في قراءة {تغشى} بتاء التأنيث (١)، وذلك في قوله تعالى:{ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمَنَةً نعاسًا تغشى طائفة منكم}؛ كيف يكون إعراب الجملة الفعلية {تغشى} في هذه القراءة.
• نص المسألة:
قال السمين الحلبي رحمه الله: "وقرأ الأخوان {تغشى} بالتأنيث، والباقون بالياء من تحت، وقد خرَّجوا قراءة التأنيث على أنها صفةٌ لـ {أمَنَة} مراعاةً لها، ولا بد من تفصيل، وهو إن أعربوا {نعاسًا}(بدلًا أو عطف بيانٍ) أشكل قولهم من وجهين:
o أحدهما: أن النحاة نصوا على أنه إذا اجتمع الصفة و (البدل أو عطف البيان) قُدِّمت الصفة وأُخِّر غيرها، وهنا قد قدَّموا (البدل أو عطف البيان) عليها.
o والثاني: أن المعروف في لغة العرب أنْ تُحدِّث عن البدل لا عن المبدل منه؛ نحو: هندٌ حُسنُها فاتن، ولا تقول (فاتنة) إلا على ضعف، فجعلهم {نعاسًا} بدلًا من {أمَنَة} يضعف بهذا.
• فإن قيل: قد جاء ذلك كقوله:
وكأنه لَهِقُ السراةِ كأنه ما حاجبية معَيَّنٌ بسواد
فقال (معيَّن) مراعاة للهاء، وهي المبدل منه، ولو راعى البدل لقال: معيَّنان؛ أي: الحاجبان، ومثله قول الآخر:
إن السيوف غدوها ورواحها تركت هوازن مثل قرن الأعضب
فراعى السيوف في قوله: تركت، ولو راعى البدل لقال: تركا؛ أي:
(١) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف؛ ينظر التيسير لأبي عمرو الداني (ص: ٣١٦) والنشر لابن الجزري (٢/ ٢٤٢).