للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عامٌّ لا يختص بسبب، ويظهر هذا الترجيح من وجهين:

الأول: أنه ذكر الأقوال في سبب النزول ثم تعقبها بأنها تمثيلات، فهو لا يثبت لها حقيقة في سبب النزول، وإنما يعتبرها من باب التمثيل.

الثاني: لفظ الترجيح، وذلك في قوله: (والأولى حمل اللفظ على عمومه).

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

لم أقف على من وافق السمين الحلبي في قوله أو ردَّ عليه.

وكثير من المفسرين ذكر أن الآيات نزلت في مشركي العرب (١)، وذُكر ذلك عن ابن عباس (٢)، ولا يظهر مما روي عن قتادة في الآية أنه يرى أن الآية نزلت في مشركي العرب كما ذكره السمين الحلبي هنا (٣).

ومنهم من ذكر أنها في اليهود (٤)، وذُكر ذلك عن ابن عباس أيضًا (٥).

ولم أقف في ذلك على شيء مسند (٦).

٢) أدلة القول الذي رجَّحه السمين الحلبي:

يمكن أن يستدل للقول الذي رجَّحه السمين الحلبي بأن هذا هو الظاهر المتبادر إلى الذهن من الحال المذكورة في الآية، فهذه حال الكافرين جميعًا، يتقلبون في الدنيا ويتمتعون قليلًا ثم تكون عاقبتهم في الآخرة إلى النار، والعياذ بالله، وهذا مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} [محمد: ١٢].


(١) ينظر في تفسير مقاتل (١/ ٣٢٣)، وأسباب النزول للواحدي (ص: ١٣٩)، وتفسير البغوي (١/ ٥٥٨) والقرطبي (٤/ ٣١٩) والبيضاوي (٢/ ٥٦) والجلالين (ص: ٩٥)، والسراج المنير للشربيني (١/ ٢٧٦)، وتفسير أبي السعود (٢/ ١٣٥)، وروح المعاني للآلوسي (٢/ ٣٨١).
(٢) ينظر في الكشاف للزمخشري (١/ ٤٥٧).
(٣) روي قوله في تفسير الطبري (٦/ ٣٢٥) وابن أبي حاتم (٣/ ٨٤٥)، وينظر زاد المسير لابن الجوزي (١/ ٣٦٣).
(٤) ينظر في معاني القرآن للفراء (١/ ٢٥١).
(٥) ينظر في زاد المسير لابن الجوزي (١/ ٣٦٣).
(٦) وينظر فيما ذكره المناوي في الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي (١/ ٤٤٧).

<<  <   >  >>