للأمر العام في المستقبل، وهذا ما اختاره بعض المفسرين في مناسبة الآية أنها ليست في التوطين لما يُستقبل فحسب، بل هي في التسلية لما مضى والتوطين لما يُستقبل (١).
[٥) النتيجة]
الذي يظهر أن الآية فيها إشارة إلى ما مضى ووقع مما ثبت في سبب النزول، وبهذا يظهر تناسب الآية مع السياق كله؛ أن فيها الإشارة إلى ما مضى والتنبيه على القضية العامة في المستقبل.
ولذلك تجد الارتباط بين الأذى المسموع المذكور في قوله:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}، وبين ما سيسمعه المسلمون في المستقبل في قوله:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرا}، فما ذُكر في الآية الأولى هو أنموذج لما سيكون في الآية الثاني.
(١) ينظر في تفسير أبي السعود (٢/ ١٢٣)، وحاشية القونوي على تفسير البيضاوي (٦/ ٤٣٩) وروح المعاني للآلوسي (٢/ ٣٥٨)، وتفسير المنار لرشيد رضا (٤/ ٢٢١).