للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مبيِّنَة لا مؤكِّدة، وهو حسن لو لم نَقُل إن اللغة لا تساعد على كون الرؤية تكون بمعنى المقابلة والمواجهة.

وقد تحصل في هذه الجملة ثلاثة أوجه: حال مؤكِّدة، حال مبيِّنَة، مستأنفة" (١).

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يظهر أن السمين الحلبي يرجح أن تكون الجملة حالًا مؤكِّدة، ويظهر ذلك من أربعة وجوه:

الأول: أن هذا هو الذي بدأ به في تفسير الآية كأنه هو المعتمد عنده، ثم ذكر الأقوال بعده.

الثاني: أن هذا هو الذي يتناسب مع ترجيحه السابق بأن الرؤية بصرية، وقد تقدَّم بيان ذلك فيما ذكره الأخفش، وقد أشار السمين الحلبي إلى قوله هنا.

الثالث: التعبير بالظاهر في قوله: (وهو الظاهر).

الرابع: أنه استبعد قول أبي بكر الأنباري بأنها حال مبيِّنَة، ولم يذكر ما يقوي القول بأنها مستأنفة.

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

أطلق كثير من أهل العلم أن الجملة من قوله {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} هي حال (٢).

وأما القول بأنها مستأنفة فقد أشار إلى مضمونه بعض أهل العلم على أنه محتمل من غير ترجيح، فقد ذكر الماتريدي احتمال أن يكون معنى قوله {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} تعلمون أنكم كنتم تمنون الموت (٣)، وقد أشار الراغب الأصفهاني إلى احتمال أن يكون النظر كناية عن التحيُّر (٤)، وذكر ابن عطية احتمال أن يكون المعنى أنهم ينظرون في فعلهم؛ هل حصل به وفاء


(١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٠٦ – ١٥٦)، تحقيق: يعقوب مصطفى سي (ص: ٣٤٩ - ٣٥١).
(٢) ينظر في الكتاب الفريد للمنتجب الهمذاني (٢/ ١٣٨)، وتفسير أبي السعود (٢/ ٩٢)، وفتح القدير للشوكاني (١/ ٤٤١)، وإعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش (٢/ ٦٢)، والمجتبى للدكتور أحمد الخراط (١/ ١٤٤).
(٣) ينظر في تفسير الماتريدي (٢/ ٤٩٨).
(٤) ينظر في تفسير الراغب الأصفهاني (٣/ ٨٨٩).

<<  <   >  >>