المسألة التاسعة: المراد بالدعاء في قول الله تعالى: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}[آل عمران: ١٩٣]
• أصل الخلاف في المسألة:
الخلاف في المعية في قوله:{وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}؛ إذ أنه لا يمكن أن تحصل هذه المعية على حقيقتها، لا في الزمان ولا في المكان، بأن يتوفوا مع الأبرار في زمن واحد أو في مكان واحد، فلا بد من التجوُّز، بأن تكون الوفاة بمعنى الحشر، أو تكون (مع) بمعنى (في) أو (على).
• نص المسألة:
قال السمين الحلبي رحمه الله:"والظاهر أنهم أرادوا أن يكونوا مصاحبين لهم في المكان، وفي التفسير: معهم في الجنة.
وقيل: عبارةٌ عن الصُّحبة لهم في الحال والوصف؛ أي: اجعلنا أبرارًا؛ أي: توفَّنا معدودين في جملة الأبرار، وفيمن اتصف بذلك، كقوله:{وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}[يوسف: ١٠١] " (١).
• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:
يرجِّح السمين الحلبي أن المراد بالدعاء {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} طلبُ مصاحبتهم في المكان، ويظهر هذا الترجيح في قوله:(والظاهر أنهم أرادوا أن يكونوا مصاحبين لهم في المكان)، والظاهر عنده مقدَّمٌ على غيره من الأقوال.
• دراسة المسألة:
[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]
جمهور المفسرين على أن المراد بالآية الصحبة في الحال والوصف، فذكروا أن المراد من قوله
(١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٥٧ إلخ)، تحقيق: وائل بن محمد بن علي جابر (ص: ٤١٢).