في قوله تعالى {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} يأتي سؤال؛ هل الشيطان يُوقع الخوف في أوليائه؟
وإذا كان لا يوقع الخوف في أوليائه، فما وجه النصب في قوله {أَوْلِيَاءَهُ}؟
• نص المسألة:
قال السمين الحلبي رحمه الله: "والتضعيف في {يُخَوِّفُ} للتعدية، لأنه قبل التضعيف مُتعَدٍ لواحدٍ، فلما ضُعِّف تعدَّى لاثنين، وهذا القول من باب (أعطى) في كونه يجوز حذف مفعوليه اقتصارًا واختصارًا، أو حذف أحدهما؛ الأول أو الثاني، والآية محتملة لكل ذلك:
فيجوز أن يكون المفعولان محذوفين، وإلى هذا ذهب بعض المُعرِبين، وعلى هذا فيكون {أَوْلِيَاءَهُ} على حذف حرف الخفض، والتقدير: يخوفكم الشرَّ بأوليائه، فتكون الباء للاستعانة ومجرورها كالآلة، في نحو: كتبت بالقلم. وهذا بعيد، ويكون الأولياء هم الكفار؛ أبو سفيان ورهطه، وقد يتقوى هذا بقراءة من قرأ (بأوليائه)، كما سيأتي إن شاء الله.
الثاني: أن المفعول الأول محذوف، و {أَوْلِيَاءَهُ} هو الثاني، وإليه ذهب الزمخشري، ولم يذكر غيره: «والتقدير: يخوفكم أولياءه الذين هم أبو سفيان وأصحابه، ويدل عليه قراءة ابن مسعود وابن عباس:(يخوفكم أولياءه)، وقوله:{فَلَا تَخَافُوهُمْ}» (١) انتهى. يعني أنه يدل على ذلك هذه القراءة للتصريح فيها بالمُقدَّر، ويدل عليه أيضًا قوله:{فَلَا تَخَافُوهُمْ}؛ أي: