للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يرجِّح السمين الحلبي أن الفعل منصوب، فقد صرَّح بلفظ الترجيح في قوله: (أظهرهما أنه منصوب) (١).

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

اتفق كثير من أهل العلم أن الفعل في الآية منصوب، وإن كانوا اختلفوا في سبب نصبه على المذهبين اللذين ذكرهما السمين الحلبي، فمنهم من اختار أنه منصوب بـ (أن) مضمرة بعد الواو (٢)، ومن أهل العلم من اختار أنه منصوب على الصرف (٣).

ومعلومٌ عن السمين الحلبي أنه يرجح المذهب البصري في هذا، وهو النصب بـ (أن) مضمرة (٤)، لكنه لم يعين أحد المذهبين هنا لأن التقرير في ذلك يكون في كتب النحو كما أشار إلى ذلك في الدر المصون (٥)، وهذه طريقته في بعض المواضع، أنه إذا كان الحكم الإعرابي مُتفقًا عليه وكان الخلاف في توجيهه فإنه يذكر الحكم المتفق عليه، ثم يشير إلى المذاهب في توجيهه ولا يذكر أدلتها ولا يرجح بينها (٦).

وأما القول بأن الفعل مجزوم فقد حكاه بعض المفسرين على أنه محتمل من غير ترجيح له (٧).


(١) وكذلك رجَّح في الدر المصون (٣/ ٤١١) بأن "أشهرهما أن الفعل منصوب" وأنه "هو الوجه".
(٢) ينظر في إعراب القرآن للنحاس (١/ ١٨٢)، ومشكل إعراب القرآن لمكي (١/ ١٧٥)، والكشاف للزمخشري (١/ ٤٢١)، وتفسير البيضاوي (٢/ ٤٠)، وإعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش (٢/ ٦١).
(٣) ينظر في معاني القرآن للفراء (١/ ٢٣٥)، وتفسير الطبري (٧/ ٢٤٧)، وإيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر الأنباري (١/ ١٣٩)، والتفسير البسيط للواحدي (٦/ ٣١)، وتفسير الثعلبي (٨/ ٣٢١)، وتفسير الراغب (٣/ ٨٨٦).
(٤) ينظر في العقد النضيد في شرح القصيد للسمين الحلبي، تحقيق: عائض بن سعيد القرني (ص: ١٥٨ - ١٥٩).
(٥) الدر المصون (٣/ ٤١١)، وينظر في تفصيل المذهبين في الإنصاف لأبي البركات الأنباري (٢/ ٤٥٢ - ٤٥٣)، والفصول المفيدة في الواو المزيدة للعلائي (ص: ٢١٧ - ٢١٨).
(٦) ينظر في الدر المصون (١/ ٢٨٦)، وهي شبيهة بالمسألة التي نحن فيها، فأطلق القول فيها كذلك ثم قال: "وهكذا كلُّ ما يأتي مثلَ هذا"، وينظر أيضًا: (٢/ ١٢٥)، (٧/ ١٨١، ٤٠٦).
(٧) ينظر في التبيان لأبي البقاء (١/ ٢٩٥)، وتفسير النسفي (١/ ٢٩٦)، وتفسير أبي السعود (٢/ ٩١).

<<  <   >  >>