للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الثامنة: سبب النزول في قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ١٧٣ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: ١٧٣ - ١٧٤]

• أصل الخلاف في المسألة:

الخلاف مبني على تعدد الروايات في سبب نزول الآيات في قصتين مستقلتين؛ قصة غزوة حمراء الأسد، وقصة غزوة بدر الموعد (بدر الصغرى)، مع وجود التشابه بين القصتين، ووجود الاشتباه في الروايات (١)، فبعض أهل العلم رجَّح إحدى القصتين وجعل الآيات كلها في قصة غزوة حمراء الأسد، وبعض أهل العلم جعل أول الآيات في قصة غزوة حمراء الأسد، وهو قوله: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [آل عمران: ١٧٢]، وجعل باقي الآيات في قصة غزوة بدر الموعد، وذلك من قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} إلى آخر الآيات، فالخلاف في هذه الآيات؛ هل هي تابعة لقصة غزوة حمراء الأسد، أو هي في قصة غزوة بدر الموعد.

• نص المسألة:

قال السمين الحلبي رحمه الله: "تقدم الخلاف في المستجيبين، فقيل: هم الذين دُعوا إلى اتباع أبي سفيان ورهطه، ليروا منهم الجلد والقوة حتى بلغوا حمراء الأسد.

وقيل: هم الذين استنفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعد أبي سفيان من قابِل، لكن الظاهر أن المراد بـ {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ} مَنْ خرج إلى حمراء الأسد، لقوله: {مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}.

والظاهر في هؤلاء [ … ] (٢) أنهم الذين خرجوا من العام القابِل مع رسول الله صلى عليه


(١) ينظر تعدد الروايات وتشابهها واشتباهها في العجاب في بيان الأسباب لابن حجر (٢/ ٧٩٠ - ٧٩٧).
(٢) قال المعتني بالكتاب: ما بين المعقوفتين كلمة غير مقروءة، كأنها (المستجيبين).

<<  <   >  >>