قوله تعالى:{خَاشِعِينَ لِلَّهِ} يصح أن يكون مرتبطًا بما بعده، فيكون الوقف قبله عند قوله:{وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ}، ويصح أن يكون مرتبطًا بما قبله فيكون الوقف عليه.
ثم هو في ارتباطه بما قبله له عدة متعلقات يصح أن يتعلق بها، والمسألة في بيان وجه ارتباطه ومُتعلَّقة.
• نص المسألة:
قال السمين الحلبي رحمه الله:"و {خَاشِعِينَ} يجوز أن يكون حالًا من فاعل {يُؤْمِنُ}، ويكون جمعه باعتبار معنى (مَنْ)، لأنه راعى أولًا لفظها فأُفرد في {يُؤْمِنُ}، ثم راعى معناه فجُمِع في قوله:{إِلَيْهِمْ}، وفي:{خَاشِعِينَ}، وقد جاء ذلك على الأحسن، وهو البداءة بالحمل على اللفظ ثم على المعنى.
الوجه الثاني: أنه حالٌ من الضمير المجرور في {إِلَيْهِمْ}، فالعامل فيه {أُنزِلَ} الواقع صلةً للموصول الثاني.
الثالث: أنه حالٌ من فاعل {لَا يَشْتَرُونَ}؛ أي: لا يشترون حال خشوعهم، وتقديم معمول المنفي بـ (لا) جائزٌ على أصح المذاهب المذكورة فيها عند قوله: {وَلَا الضَّالِّينَ}.
الرابع: أنه صفة لـ (مَنْ) إذا قلنا إنها نكرة موصوفة" (١).
(١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٥٧ إلخ)، تحقيق: وائل بن محمد بن علي جابر (ص: ٤٦٠).