استيجابهم له، وقد جاء مثل هذا المعنى في الحرمان في الحديث الصحيح:(لا يدخل النار أحدٌ إلا أُري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة)(١)، وهذا الحديث أهل النار كلهم، وليس خاصًّا بالمرتدين.
الوجه الثالث:(أن الحزن إنما يكون على فوات أمرٍ مقصود، فلما قَدَّر النبي صلى الله عليه وسلم الانتفاعَ بإيمانهم ثم كفروا حزن صلى الله عليه وسلم عند ذلك لفوات التكثير بهم، فآمنه الله من ذلك وعرَّفه أن وجود إيمانهم كعدمه، في أن أحواله لا تتغير).
ويمكن الجواب عنه بما تقدَّم في المسألة السابقة من أن الحزن إما أن يكون من فوات أمرٍ محبوب أو حصول أمرٍ مكروه، والحزن الذي في الآية إنما هو بسبب حصول المكروه، كما تقدَّم.
[٥) النتيجة]
الراجح أن الآية عامة ولم تنزل في فئة معينة من الكافرين فيما يظهر والله أعلم، لأنه لم يثبت سبب نزول خاص في الآية، وليس في الروايات ما يثبت أنها نزلت في فئة معينة دون غيرها، فالأولى حملها على العموم، خصوصًا وأن هذا هو المتلائم من لفظ الآية ومقصدها، فإنها في تطيمن النبي صلى الله عليه وسلم، والمناسب في التطمين أن يكون عامًّا، ولفظ الآية يساعد على ذلك؛ إذ ينطبق لفظها على عموم الكافرين.
(١) رواه البخاري في صحيحه (٨/ ١١٧/ ٦٥٦٩) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.