للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغُدوُّ والرواح.

• فالجواب أنهما نادران، وبتقدير عدم الندور يُخرَّج الأول على أنه أخبر عن الحاجبين بـ (معيَّن)، لأنهما جريا مجرى الشي الواحد؛ نحو قوله:

بها العينان تنهلُّ

وعن الثاني بأن غُدوُّها ورواحُها ظرفان؛ أي: في غُدوُّها.

وإن أعربوا {نعاسًا} مفعولًا لأجله لزم الفصل بين الصفة والموصوف بالمفعول له.

وكذا إن أعربوه مفعولًا به و {أمَنَة} حال لزم الفصل أيضًا، وفي جوازه نظر.

فالأحسن حينئذ أن تكون هذه الجملة استئنافية جوابًا لسؤال مقدَّر؛ كأن قائلًا قال: ما حكم هذه الأمنة؟ فأُجيب بقوله: تغشى طائفة" (١).

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يرجِّح السمين الحلبي أن الجملة في قوله تعالى {تغشى طائفة منكم} هي جملة استئنافية وليست صفةً لما قبلها، ويظهر ذلك من وجهين (٢):

الأول: صيغة التفضيل لهذا القول، وذلك في قوله (فالأحسن).

الثاني: أنه ذكر الإشكالات على القول الآخر وفصَّل في ذلك حتى استوفى جميع الوجوه، فهو يمنع من القول الآخر مطلقًا بسبب هذه الإشكالات.

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

قليلٌ من أهل العلم من تعرَّض لهذه المسألة بالتفصيل، وإنما ذكر أهل العلم أن التاء في {تغشى} ترجع إلى الأمَنَة (٣)، ولم يذكروا وجهها في الإعراب؛ هل هي تابعةٌ لما قبلها أم لا.


(١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٠٦ – ١٥٦)، تحقيق: يعقوب مصطفى سي (ص: ٤٣٥ – ٤٣٧).
(٢) وهذان الوجهان مذكوران في الدر المصون أيضًا (٣/ ٤٤٥ – ٤٤٦).
(٣) ينظر في معاني القرآن للفراء (١/ ٢٤٠)، وتفسير الطبري (٦/ ١٦٠)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٤٧٩)، والحجة لأبي علي الفارسي (٣/ ٨٩)، والبيان لأبي البركات الأنباري (١/ ٢٢٦).

<<  <   >  >>