للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما القول الرابع فقد اختاره البغوي في تفسيره (١).

ولم أقف على من رجَّح الوجه الخامس في المسألة دون غيره.

[٢) أدلة القول الأول في المسألة]

يمكن أن يستدل بأن وجه النصب في قوله تعالى {بَاطِلا} أنه حالٌ بأمرين:

الأول: أن هذا هو الظاهر السالم من الحذف والتقدير، وهو ما أشار إليه السمين الحلبي في قوله (أظهرها أنه حال)، فهو أبعد الأقوال عن الحذف والتقدير.

الثاني: أن هذا الوجه هو الموافق للآية في هذا المعنى، وهي الآية التي استشهد بها السمين الحلبي، وهي قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} (٢).

[٣) أدلة القول الثاني في المسألة]

مما يقوي أن قوله {بَاطِلا} صفة لمصدر محذوف أن هذا هو المتبادر للذهن في الباطل أن يكون وصفًا، ولعله لأجل هذا ذكر بعض المفسرين من أهل اللغة هذا القول ولم يذكر غيره (٣).

[٤) أدلة القول الثالث في المسألة]

يمكن أن يستدل للقول بأن قوله {بَاطِلا} مفعول من أجله بمناسبة المعنى، فنتيجة التفكُّر في خلق السماوات والأرض أن يعرفوا السبب العظيم الذي من أجله كان هذا الخلق، فناسب أن يكون الحديث عن هذه العلة بأن الله عز وجل لم يخلق السماوات والأرض من أجل الباطل.

[٥) أدلة القول الرابع في المسألة]

يمكن أن يستدل على أن قوله {بَاطِلا} منصوب بنزع الخافض بأن الأوجه المذكورة في النصب لا تسلم من الاعتراض، فالمناسب أن يكون أصل الكلمة بالخفض، وتكون منصوبة بنزع الخافض.

[٦) أدلة القول الخامس في المسألة]

يمكن أن يستدل للقول بأن قوله {بَاطِلا} هو المفعول الثاني للفعل (خلق) بما ذكره بعض


(١) ينظر في تفسير البغوي (١/ ٥٥٦)، وحكى السمعاني في تفسيره (١/ ٣٨٨) هذا القول من غير ترجيح.
(٢) ينظر في التبيان لأبي البقاء العكبري (٢/ ١١٤٧)، والكتاب الفريد للمنتجب الهمذاني (٤/ ٤٧٨).
(٣) ينظر في التفسير البسيط للواحدي (٦/ ٢٥٤).

<<  <   >  >>