للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يرجِّح السمين الحلبي القول الأول، أن المخاطبين في الآية هم المؤمنون الخُلَّص، وهذا يظهر من وجهين:

الأول: لفظ الترجيح، وقد ذكره في أول المسألة ثم أكَّده في آخرها، وهو قوله: (والظاهر أنهم المؤمنون الخُلَّص)، وقوله: (وبالجملة، فالقول الأول هو الظاهر).

الثاني: أنه تعقب القول الثاني بأن فيه نظرًا، ولم يخلص إلى احتمال يرجحه.

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

هذه المسألة فرعٌ عن المسألة السابقة وتفصيلاتها، فإن المسألة السابقة هي فيما أُصيب به المؤمنون، فيكون مقتضى أقوال المفسرين فيها أن الخطاب في الآية هو للمؤمنين، كما قال السمين الحلبي هنا: (وعليه ينطبق ما قدمناه من أقوال المفسرين)، فجُلُّ المفسرين هم على القول الأول؛ أن الخطاب في الآية للمؤمنين، كما قال ابن حجر: "اتفق أهل العلم بالتفسير على أن المخاطبين بالآية أهلُ أُحد" (١).

وهذا القول هو مقتضى قول جمعٍ من أهل العلم غير الذين تقدَّم ذكرهم في المسألة السابقة (٢)، وهو مقتضى قول الحسن البصري وعبد الرحمن بن زيد (٣).

ولم أقف على من ذكر احتمال أن يكون الخطاب في الآية للمنافقين إلا على قول الماتريدي والرازي (٤)، والمسألة في أصلها منقولة عن أبي حيان، وقد ردَّ على قولهما (٥).


(١) فتح الباري لابن حجر (٧/ ٣٠٧).
(٢) ينظر في تفسير الثعلبي (٩/ ٣٩٨)، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (١٤/ ٤٢٤)، وبدائع الفوائد لابن القيم (٢/ ٢٤٢)، والسِّيَر للذهبي (٨/ ٨١)، ومجموع فتاوى ابن باز (٥/ ٣١٧)، وتفسير آل عمران للعثيمين (٢/ ٤١٦).
(٣) رواهما الطبري في تفسيره (٦/ ٢١٧)، (٧/ ٢٤٣).
(٤) ينظر في تفسير الماتريدي (٢/ ٥٢٣)، وتفسير الرازي (٩/ ٤٢٠).
(٥) ينظر في البحر المحيط (٣/ ٤٢١).

<<  <   >  >>