للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يرجِّح السمين الحلبي في إعراب قوله {خَاشِعِينَ} أنه حال من الفاعل في قوله {يُؤْمِنُ}، ويظهر هذا الترجيح من وجهين:

الأول: أنه قدَّم هذا القول أولًا قبل أن يذكر أن في المسألة أقوالًا أخرى، وهذا يشير إلى أنه المعتمد عنده.

الثاني: في قوله: (وقد جاء ذلك على الأحسن)، فحسَّن ما في هذا القول، ولم يحسن شيئًا بعده، فدل على ترجيحه له.

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

جُلُّ المفسرين والمعربين اختاروا القول الأول (١).

وقد قال بعض المعربين بالقول الثاني (٢).

وتفرَّد جامع العلوم الباقولي بالقول الثالث (٣).

وأما القول الرابع فهو قول الكسائي (٤).

[٢) أدلة القول الأول في المسألة]

يستدل للقول بأن قوله {خَاشِعِينَ لِلَّهِ} حالٌ من الفاعل في قوله {يُؤْمِنُ} أن هذا هو الظاهر المتبادر إلى الذهن في الخشوع أن يكون متعلقًا بالإيمان مطلقًا، فيكون الإيمان هو مُتعلَّقه؛ أي: إن من أهل الكتاب من يؤمنون خاشعين لله.


(١) ينظر في معاني القرآن للفراء (١/ ٢٥١)، وتفسير الطبري (٦/ ٣٣١)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٥٠١)، والكشاف للزمخشري (١/ ٤٥٩)، والمحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٥٥٩)، وتفسير البيضاوي (٢/ ٥٦)، والبحر المحيط لأبي حيان (٣/ ٤٨٤)، وتفسير الجلالين (ص: ٩٦)، والسراج المنير للشربيني (١/ ٢٧٧)، وتفسير أبي السعود (٢/ ١٣٦)، والجدول لمحمود الصافي (٤/ ٤٢٤)، إعراب القرآن وبيانه لدرويش (٢/ ١٤٥).
(٢) ينظر حكاية القول في القطع والائتناف للنحاس (ص: ١٥٨)، والهداية لمكي بن أبي طالب (١/ ١٢٠٧).
(٣) ينظر في جواهر القرآن لجامع العلوم الباقولي (٣/ ١١٤٧).
(٤) ينظر في إعراب القرآن للنحاس (١/ ١٩٦)، والهداية لمكي بن أبي طالب (١/ ١٢٠٧).

<<  <   >  >>