للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقتل سبعين من المشركين، وأسر سبعين (١)، وهو قول ابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما (٢).

وقال به قتادة (٣) وعكرمة والضحاك والسدي والربيع بن أنس (٤).

وقد اقتصر الطبري في تفسيره على هذا القول وقال بعد ذلك: "ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنفُسِكُمْ} بعد إجماعِ جميعِهم على أن تأويل سائر الآية على ما قلنا في ذلك من التأويل" (٥)، وقال ابن حجر: "اتفق أهل العلم بالتفسير على أن المخاطبين بالآية أهلُ أُحد، وأن المراد بـ {أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا} يومَ بدر" (٦).

وذكر ابن هشام في السيرة الاستدلال بهذه الآية في بيان عدد الذين قُتلوا وأُسِروا من المشركين في غزوة بدر (٧).

وأما قول الزجاج المذكور هنا، فإنه منقولٌ عن ابن عطية، ولم يذكر ابن عطية كلام الزجاج نصًّا، بل ذكر معنى كلامه على النحو المذكور هنا (٨).

قال الزجاج في قوله تعالى {أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا}: "أصبتم في يوم أُحد مثلها، وأصبتم يوم بدر مثلها، فأصبتم مِثلَي ما أصابكم" (٩). هذا هو نصُّ كلام الزجاج في هذه الآية، ولم يحمل أهل العلم كلامه على المعنى الذي ذكره ابن عطية، بل ذكروا أن معنى كلامه في الآية هو أن المشركين أصابوا المسلمين في يومٍ واحد، وهم أصابوا منهم في يومين، فجعل المِثلَين في اليومين؛


(١) ينظر في الهداية لمكي بن أبي طالب (٢/ ١١٦٦)، والتفسير البسيط للواحدي (٦/ ١٥١)، وتفسير السمعاني (١/ ٣٧٦) والبغوي (١/ ٥٣٢) والزمخشري (١/ ٤٣٦) والبيضاوي (٢/ ٤٧) وابن جزي (١/ ١٧١) وابن كثير (٢/ ١٥٨) وأبو السعود (٢/ ١٠٨)، والسراج المنير للشربيني (١/ ٢٦٢)، وفتح القدير للشوكاني (١/ ٤٥٤)، وروح المعاني للآلوسي (٢/ ٣٢٧)، وتفسير السعدي (ص: ١٥٦)، والعذب النمير للشنقيطي (٥/ ٨٤).
(٢) رواه عن ابن عباس الطبري في تفسيره (٦/ ٢١٨) وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٨١٠)، وذكر قول جابر.
(٣) رواه عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٤٢٢)، والطبري في تفسيره (٦/ ٢١٥) وابن المنذر في تفسيره (٢/ ٤٧٩).
(٤) روى ذلك الطبري في تفسيره (٦/ ٢١٦ - ٢١٧)، وذكره ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٨١٠).
(٥) تفسير الطبري (٦/ ٢١٥).
(٦) فتح الباري لابن حجر (٧/ ٣٠٧).
(٧) ينظر في سيرة ابن هشام (١/ ٧١٤).
(٨) ينظر في المحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٥٣٨).
(٩) معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٤٨٨).

<<  <   >  >>