وقال أحمد بن سعيد الدارمي: ما رأيت أسود الرأس أحفظ مني لحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم بفقهه ومعانيه، من أحمد بن حنبل.
وقال أبو زرعة الرازي: كان أحمد بن حنبل، يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يدريك؟ فقال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
وذكر مناقبه، رحمه الله ورضي عنه، يطول شرحه، وقد جمع الناس ذلك في مصنفات مفردة، ومن أحسنها وأبسطها، ما ألفه الشيخ الإمام أبو الفرج بن الجوزي، رحمه الله.
ومات الإمام أحمد بن حنبل يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، عن سبع وسبعين سنة على المشهور، وشهد جنازته عدد كثير، وجمع غفير، قيل: ثلاث مائة ألف، وقيل: ثمان مائة ألف، وقيل: ألف ألف، وقيل أكثر، وقيل: ألف ألف وسبع مائة ألف، فالله أعلم، وأسلم خلق كثير يومئذ من اليهود والنصارى والمجوس، قيل: عشرون ألفا، فالله أعلم.