الشافعي البغداديين، فقال: قال الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني: ما قرأت على الشافعي حرفا، إلا وأحمد حاضر، ولا ذهبت إلى الشافعي مجلسا، إلا وجدت أحمد فيه.
وقال إبراهيم الحربي: الشافعي أستاذ الأستاذين أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل، وقال صالح بن أحمد: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين، فقال: أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته، فقال: يا أبا زكريا، لو مشيت إلى جانبها الآخر، لكان أنفع لك.
وقد تقدمت هذه الحكايات مع غيرها مسندة في ترجمة الشافعي، رضي الله عنه، ولله الحمد والمنة.
حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ» ، وهذا حديث جيد الإسناد قوي عزيز من هذا الوجه، فإنه اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة، رضي الله عنهم، وقد رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، من حديث الزهري،
وصححه الترمذي، وفيه بشارة عظيمة لعموم المؤمنين من الصالحين، وثبت له في الصحيحين شاهد في شأن الشهداء، ولله الحمد والمنة