الربيع بن سليمان المرادي، وقال عمرو بن عثمان المكي: ما رأيت أحدا من المتعبدين، في
كثرة من لقيت منهم، أشد اجتهادا من المزني، ولا أدوم على العبادة منه، ولا رأيت أحدا أشد تعظيما للعلم وأهله منه، وكان من أشد الناس تضييقا على نفسه في الورع، وأوسعه في ذلك على الناس، وكان يقول: أنا خلق من أخلاق الشافعي، وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، أول أصحاب الشافعي، قال: وكان زاهدا، عالما، مجتهدا، مناظرا، محجاجا، غواصا على المعاني الدقيقة، صنف كتبا كثيرة: الجامع الصغير، ومختصر المختصر، والمنثور المسائل المعتبرة، والترغيب في العلم، وكتاب الوثائق.
قال الشافعي: المزني ناصر مذهبي، أرخ وفاته سنة أربع وستين ومائتين، كما تقدم، قلت: وله وجوه غريبة، واختيارات كثيرة، مخالفة للمذهب قد اعتنى بردها الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في المهذب، وكذا غيره من أهل المذهب، والله أعلم، وقد روينا من طريقه عن الإمام الشافعي كتاب السنن الصغير عنه، وهو كتاب حسن فيه علم جم، وذكروا أنه كان مجاب الدعوة، وأنه كان إذا فاتته صلاة الجماعة، صلى خمسا وعشرين مرة.