الاعتزال، معتقد الرد على المعتزلة، مبينا لفضائحهم، ثم شرع في الرد عليهم، والتصنيف على خلافهم، ودخل بغداد، وأخذ من زكريا الساجي أحد أئمة الحديث والفقه، وعن أبي خليفة الجمحي، وسهل بن سريج، ومحمد بن يعقوب، وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصريين، وروى عنهم كثيرا في تفسيره، وصنف في حال اعتزاله، بعد رجوعه عن اعتزاله الموجز، وهو ثلاث مجلدات، كتاب مفيد في الرد على الجهمية والمعتزلة، ومقالات الإسلاميين، وكتاب الإبانة.
وقال الخطيب البغدادي: أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف، في الرد على الملحدة، وغيرهم من المعتزلة، والرافضة، والجهمية، والخوارج، وسائر أصناف المبتدعة، وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفي بها، وكان يجلس في أيام الجمعات في حلقة أبي إسحاق المروزي الفقيه في جامع المنصور، وقد جمع الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر له ترجمة حسنة، ورد على من تعرض لأبي الحسن الأشعري بالطعن، وذكر فضائله، ومصنفاته، وإكبابه على العلم، ومتابعته في كتبه المذكورة للسنة، وانتصاره لها، وذبه عنها، وممن أخذ عن الشيخ أبي الحسن الأشعري: ابن مجاهد، وزاهر بن أحمد، وأبو الحسن
الباهلي، وأبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري، وأبو الحسن علي بن أحمد بن مهدي الطبري، وأبو جعفر الأشعري النقاش، وبندار بن الحسن الصوفي، وغيرهم.
قال بندار، خادم الأشعري: كانت غلة أبي الحسن من ضيعة وسمعته، يقول: كنت أنا فِي جنب أبي الحسن الأشعري.