وقال القاضي الباقلاني: أحسن أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن الأشعري، قلت: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الجبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة: إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها
الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: سمعت أبا علي الدقاق، يقول: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه، يقول: مات الأشعري، ورأسه في حجري، وكان يقول شيئا في حال نزعه من داخل حلقه، فأدنيت إليه رأسي، وكان يقول: لعن الله المعتزلة، موهوا وحرفوا.
وقال الحافظ أبو حازم العبدوي: سمعت زاهر بن أحمد، يقول: لما حضر أبو الحسن الأشعري في داري ببغداد أتيته، فقال: اشهد علي، أني لا أكفر أحدا من أهل هذه القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وهذا كله لاختلاف العبارات.
قلت: مولد أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة سبعين ومائتين، والأول أشهر، قال الأستاذ أبو بكر بن فورك، والحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب، وأبو محمد بن حزم: ومات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
وقال غيرهم: سنة ثلاثين , وقيل: سنة نيف وثلاثين وثلاث مائة، وقيل: سنة عشرين،