طلب العلم، وقرأ القرآن على سليمان بن عبد الرحمن الطلحي صاحب خلاد، وسمع الحروف من يونس بن عبد الأعلى، وأبي كريب، وجماعة، وصنف كتابا حسنا في القراءات، فأخذ عن: مجاهد، ومحمد بن أحمد الدجواني، وعبد الرحمن بن أبي هاشم، وسمع الحديث من أحمد بن منيع، وإسحاق بن إسرائيل، وإسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن حميد، وأبي كريب محمد بن العلاء، وهناد بن السري، ويونس بن عبد الأعلى، وخلق، وحدث عنه: أبو شعيب الحراني، وهو أكبر منه سنا، وأعلى
إسنادا، وأبو القاسم الطبراني، وأبو عمرو بن حمدان، وخلق.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، لمعرفته وفضله، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، حافظا لكتاب الله بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها، وسقيمها، ناسخها، ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، بصيرا بأيام الناس، وأخبارهم، له الكتاب المشهور في تاريخ الأمم، وكتاب التفسير الذي لم يصنف مثله، وكتاب تهذيب الآثار لم أر مثله في معناه لكن لم يتمه، وله في الأصول والفروع، كتب كثيرة، واختار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه، قال الخطيب: وسمعت علي بن عبيد
الله اللغوي، يقول: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة، وقال صاحبه أبو محمد الفرغاني: حَسَبَتْ تلامذته ما صنف، وقسطوه على عمره منذ احتلم إلى أن مات، فصار لكل يوم أربعة عشرة ورقة، قال الفرغاني: وكان ابن جرير ممن لا تأخذه في