بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه، وقال محمد بن علي بن سهل الإمام: سمعت محمد بن جرير وهو يكلم ابن صالح الأعلم، فقال: من قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى إيش هو؟ فقال ابن صالح: مبتدع، فقال ابن جرير: مبتدع مبتدع هذا يقتل، وقال حسينك بن علي النيسابوري: أول سألني ابن خزيمة، فقال: كَتَبْتَ عن محمد بن جرير؟ قلت: لا، قال: وَلِمَ؟ قلت: لأنه كان لا يظهر، وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه، فقال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت منه، وقال ابن بالويه، سمعت ابن خزيمة، يقول: ما أعلم على أديم الأرض
أعلم من ابن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة، وقال الشيخ أبو حامد شيخ الشافعية: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير، لم يكن كثيرا، قلت: كان قد وقع بينه وبين الحنابلة، أظنه بسبب مسألة اللفظ، واتهم بالتشيع وطلبوا عقد مناظرة بينهم وبينه، فجاء ابن جرير، رحمه الله، لذلك، ولم يجئ منهم أحد، وقد بالغ الحنابلة في هذه المسألة، وتعصبوا لها كثيرا، واعتقدوا أن القول بها يقضي إلى القول بخلق القرآن، وليس كما زعموا، فإن الحق لا يحتاط بالباطل، والله أعلم، قال ابن كامل: توفي ابن جرير رحمه الله عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاث مائة عن ست
وثمانين سنة، ودفن في داره برحبة يعقوب، ولم يغير شيبه، وكان الغالب عليه السواد في رأسه، ولحيته، وكان أسمر إلى الأدمة، أعين نحيف الجسم، مديد القامة، فصيحا، واجتمع عليه من لا يحصيهم إلا الله تعالى، وَصُلِّيَ على قبره عدة شهور ليلا ونهارا، ورثاه خلق كثير من