للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوزير قد أحببت أن أنظر في الفقه، وسأله أن يعمل له مختصرا، فعمل له كتاب الخفيف، وأنفذه فأرسل ألف دينار فلم يقبلها، فقيل له: تصدق بها، فلم يفعل، وذكر عبيد الله بن أحمد

السمسار، وغيره، أن أبا جعفر بن جرير الطبري، قال لأصحابه: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا، قالوا: كم قدره؟ فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة.

قالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه، فقال: إنا لله! ماتت الهمم، فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ولما أراد أن يملى التفسير، قال لهم كذلك، ثم أملاه بنحو من التاريخ، وقال الفرغاني: تم من كتبه كتاب التفسير، وكتاب القراءات، والعدد والتنزيل، وتم له كتاب اختلاف العلماء، وتم له كتاب التاريخ إلى عصره، وتم كتاب تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين إلى شيوخه، وتم له كتاب لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو مذهبه الذي اختاره، وَجَوَّدَهُ، واحتج له، وهو ثلاثة وثمانون كتابا، وكتاب الخفيف وهو مختصر، وكتاب التبصير في أصول الدين، وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب

الآثار، وهو من عجائب كتبه، وابتدأ بما رواه أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، مما صح عنه، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه، وما فيه من الفقه والسنن، واختلاف العلماء، وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، فتم منه مسند العشرة، وأهل البيت والموالي، رضي الله عنهم، ومن مسند ابن عباس، رضي الله عنهما، قطعة كبيرة فمات قبل تمامه، وابتدأ بكتاب البسيط فخرج منه، كتاب الطهارة في نحو ألف وخمس مائة ورقة، وخرج منه أكثر كتاب الصلاة، وخرج منه آداب الحكام، وكتاب المحاضر، والسجلات، وغير ذلك، ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل، فبدأ

<<  <   >  >>