بديع في براعته وفصاحته، ومقصوده فيه إثبات الإمام، وكتاب (مغيث الخلق في اختيار الأحق) ، وكتاب (غنية المسترشدين) في الخلاف، وقال أبو سعد السمعاني: كان إمام الأئمة في زمانه على الإطلاق، المجمع على إمامته شرقًا وغربًا الذي لم تر العيون مثله، مولده في محرم سنة تسع عشرة وأربع مائة، وتفقه
على والده، فأتى على جميع مصنفاته، وتوفي أبوه وله عشرون سنة، فأقعد مكانه للتدريس، فكان يدرس ويخرج إلى مدرسة البيهقي، وأحكم علم الأصول على أبي القاسم الإسفراييني الإسكاف أحد تلامذة أبي إسحاق الإسفراييني، وكان ينفق من ميراثه ومما يدخله من معلومه إلى أن ظهر التعصب بين الفريقين، واضطربت الأحوال، فاحتاج إلى السفر إلى نيسابور، فذهب إلى المعسكر ثم إلى بغداد، وصحب أبا نصر الكندري الوزير مدة يطوف معه، ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم، فتحنك بهم حتى تهذب في النظر، وشاع ذكره، ثم خرج إلى الحجاز، وجاور بمكة أربع سنين يدرس ويفتي ويجمع طرق المذهب
إلى أن رجع إلى بلدة نيسابور بعد مضي نوبة التعصب، فأقعد للتدريس بنظامية نيسابور، واستقامت أمور الطلبة، وبقي على ذلك قريبًا من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، فسلم له المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس الوعظ يوم الجمعة، وظهرت تصانيفه، وحضر درسه الأكابر، والجمع العظيم من الطلبة، وكان يقعد بين يديه كل يوم نحو من ثلاث مائة رجل، وتفقه به جماعة من الأئمة، وسمع الحديث من أبيه ومن أبي حسان محمد بن أحمد المزكي وأبي سعد النصروي، ومنصور بن رامش وآخرين، قال: وثنا عنه أبو عبد الله الفراوي، وأبو القاسم الشحامي،