فن وصنف فيه إلا النحو، فإنه لم يكن فيه بذلك ولا الحديث، فإنه كان يقول: أنا مزجي البضاعة في الحديث، فأقام ببلده مدة مديدة مقبلا على التصنيف والعبادة وملازمة التلاوة وعدم
مخالطة الناس، ثم إن الوزير فخر الملك ابن نظام الملك خطبه إلى تدريس النظامية بنيسابور لئلا تبقى فوائده عقيمة، فأجاب إلى ذلك محتسبا فيه الخير والإفادة ونشر العلم، وعاد الليث إلى عرينه، وسلم الشجاع عصبته بيمينه، فأقام مدة على ذلك ثم تركه أيضًا، وأقبل على لزوم داره وابتنى خانقاه إلى جواره، ولزم تلاوة القرآن والاشتغال بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري، ولو طالت مدته لبرز في فن الحديث، ولكن عاجلته المنية فمات يوم الاثنين رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمس مائة، عن خمس وخمسين سنة، ودفن بمقبرة الطابران وهي قصبة بلاد طوس رحمه الله،
وسمع الغزالي صحيح البخاري من أبي سهل محمد بن عبيد الله الحفصي، ويقال: سمع أيضًا بعض سنن أبي داود من القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي، وسمع أبا عبد الله محمد بن أحمد الخواري، مع ابنيه الشيخين عبد الجبار وعبد الحميد كتاب المولد لابن أبي عاصم، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن الحارث عن أبي الشيخ عنه.
قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: وله من التصانيف (البسيط) ، و (الوسيط) ، و (الوجيز) ، و (الخلاصة) في الفقه، و (إحياء علوم الدين) ، و (المستصفى) في أصول الفقه، و (المنخول) ، و (اللباب) ، و (بداية الهداية) ، و (كيمياء السعادة) ، و (المآخذ والتحصين) ، و (المعتقد) ، و (إلجام العوام) ، و (الرد على الباطنية) ، و (مقاصد الفلاسفة) ، و (تهافت الفلاسفة) ، و (جواهر القرآن) ، و (الغاية القصوى) ، و (فضائح الإباحية وعوز الدور) ، و (محك النظر) ، و (معيار العلم) ، و (المنتحل في الجدل) ، و (شرح الأسماء الحسنى) ، و (مشكاة الأنوار) ، و (المنقذ من الضلال) ،