في جانب الفرن، والخباز يخبز في الجانب الآخر، وتوقد لهم
النار العظيمة وتقام السماع، فيرقضون عليها إلى أن تنطفئ، ويقال: إنهم في بلادهم يركبون الأسود ونحو ذلك وأشباهه، ولهم أوقات معلومة يجتمع عندهم من الفقراء بالبطائح عالم لا يحصون ويقومون بكتابة الجميع، والبطائح عدة قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة، وقد صنف الناس في مناقب الشيخ يعقوب بن كراز: قال سيدي الشيخ أحمد: سلكت الطرق الموصلة فما رأيت أقرب ولا أصلح ولا أسهل من الافتقار والذل والانكسار، فقيل له: يا سيدي فكيف يكون؟ قال: تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنه أنه قال: لو أن عن يميني خمس مائة
يروحوني بمراوح، وهم من أقرب الناس إلي عن يميني وعن يساري مثلهم من أبغض الناس إلى معهم مقاريض يقرضون بها لحمي، ما زاد هؤلاء عندي ولا نقص هؤلاء بما فعلوه ثم قرأ {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[الحديد: ٢٣] قال: وكان سيدي الشيخ أحمد إذا حضر بين يديه تمر ورطب ينفي البسط الحسف لنفسه، فيأكله ويقول: أنا أحق بالدون من غيري، فإني مثله، قال: وكان لا يجمع بين قميصين في شتاء ولا صيف، وكان ورده أنه يصلي أربع ركعات كل ركعة بألف قل هو الله أحد، ويستغفر كل يوم ألف مرة،