كنت من الظالمين عملت سوءًا وظلمت نفسي وأسرفت في أمري، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت.
قال: وتوضأ يومًا في برد شديد ومد يده فبقي زمانًا، فتقدمت لأقبلها، فقال: شوشت على هذه الضعيفة، قلت: من هذه؟ قال: بعوضة كانت تأكل رزقها من يدي فهربت منك، قال: ورأيته مرة يتكلم ويقول: يا مباركة فأعلمت بك العديل عن وطنك، فنظرت فإذا جرادة قد تعلقت بثوبه وهو يتعذر إليها رحمة لها.
وذكر أن هرة نامت على كمه فجاءت وقت الصلاة، فقص كمه ولم يزعجها وعاد من الصلاة، فوجدها قد قامت، فوصل كمه وخيطه، قال يعقوب: ومر سيدي على دار الطعام، فوجد الكلاب يأكلون التمر من القوصرة وهم يتحاربون، فوقف على الباب لئلا يدخل عليهم أحد يؤذيهم وهو يقول: أي مباركين، اصطلحوا وكلوا لا يدروا بكم يمنعوكم، كذا قال، وكان سيد أحمد إذا قدم من سفر شمر وجمع الحطب ثم يحمله إلى بيوت الأرامل والمساكين، وكان الفقراء يوافقونه، وربما كان يملأ الماء للأرامل المساكين ويؤثرهم، قال: وكان يتمثل بهذا البيت:
إن كان لي عند سليمى قبول ... فلا أبالي بما يقول العذول