وأبو منصور، وزين الأمناء، وعبد الرحيم، وعز الدين النسابة محمد ابن تاج الأمناء الحافظ، وأبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم بن صصرى، والحافظ عبد القادر الرهاوي، والقاضي أبو القاسم ابن الحرستاني، والقاضي أبو نصر بن الشيرازي، ومحمد ابن أخي الشيخ أبي البيان، والبهاء علي بن الحرني، وخلق كثير وجم غفير.
قال الحافظ أبو سعد السمعاني في تاريخه: كثير العلم، غزير الفضل، حافظ ثقة متقن دين خير، حسن السمت، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة، مثبت خير، ورحل وتعبد وبالغ في الطلب إلى أن جمع ما لم يجمع غيره، وأربى على أقرانه وصنف التصانيف، وخرج التخاريج، وشرع في تاريخ لدمشق، وقال ابنه الحافظ أبو القاسم: كان أبي رحمه الله مواظبًا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم في كل جمعة ويختم في رمضان في كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية، ويحيي ليلة النصف والعيدين بالصلاة والذكر، وكان كثير النوافل والأذكار، يحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة، وقال لي:
لما حملت بي أمي رأت في منامها قائلًا يقول لها: تلدين غلاما يكون به شأن، قال: وحدثني أن أباه رأى رؤيا معناها يولد لك ولد يحيي الله به السنة، قلت: تصديق هذه الرؤيا ما جلب إلى الشام من كتب الإسلام المشهورة كمسند الإمام أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي وغير ذلك من المسانيد الكبار والصغار، قال: وحدثني أبي قال: كنت يومًا أقرأ على أبي الفتح المختار بن عبد الحميد وهو يتحدث مع الجماعة، فقال: قدم علينا أبو علي بن الوزير، فقلنا: ما رأينا مثله، ثم قدم علينا أبو سعد السمعاني فقلنا: ما رأينا مثله، حتى قدم