من هذا بدرجات من يحتج بذلك مع علمه أو بجاهله فيدخل فاعل ذلك في قول القائل:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
قال: وله شعر جيد عقيب مجالسه فمنه:
أيا نفس ويحك جاء المشيب ... فماذا التصابي وماذا الغزل
تولى شبابي كأن لم يكن ... وجاء مشيبي كأن لم يزل
فيا ليت شعري ممن أكون ... وما قدر الله لي في الأزل
قال ابن الحافظ أبو محمد القاسم: توفي رحمه الله في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مائة، وحضر الصلاة عليه السلطان صلاح الدين، وصليت عليه في الجامع، والشيخ قطب الدين في الميدان الذي يقابل المصلى، ودفن بمقبرة باب الصغير، ورأى له جماعة منامات حسنة، ورثي بقصائد رحمه الله وأكرمه.
ومن مصنفاته المشهورة: التاريخ الكبير ثمان مائة جزء في ثمانين مجلدا، الموافقات اثنان وسبعون جزءا، الأطراف للسنن الأربعة