للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي عبد الله الحسين بن محمد البارع، والعشرة على أبي بكر المزرفي، ودعوان، وسبط الخياط، وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وأبي البركات بن البخاري وغيرهم،

ثم عاد إلى بلده بالموصل، فدرس بها في سنة ثلاث وعشرين وخمس مائة، ثم أقام بسنجار مدة، ودخل حلب في سنة خمس وأربعين ودرس بها، وأقبل عليها ملكها نور الدين، فلما انتقل نور الدين إلى دمشق في سنة تسع وأربعين، واستصحبه معه، وولاه تدريس الغزالية، وولي نظر الأوقاف، ثم ارتحل إلى حلب، وولى قضاء سنجار وحران وديار ربيعة، وتفقه عليه هناك جماعة، ثم عاد إلى دمشق في سنة سبعين أيام الملك صلاح الدين، فمال إلى ولاية القضاء عوضا عن الضياء بن الكمال الشهرزوري وعزل الضياء، ووليها القاضي شرف الدين، واستنيب له الأوجد داود، والقاضي محيي الدين بن الزكي بمرسوم سلطاني،

فصارا كبيرين كالمعلمين، ولما كان في سنة سبع وسبعين أضر القاضي شرف الدين، وصنف جزءا في جواز ولاية القضاء للأعمى ونصر ذلك، وهو أحد الوجهين في المذهب، فبادر السلطان صلاح الدين أيده الله تعالى، فولى القضاء ولده القاضي ابن أبي عصرون، ولم يزل الواحد خيرًا وإحسانا جزاه الله خيرًا.

قال الشيخ الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي رحمه الله: كان ابن أبي عصرون إمام أصحاب الشافعي في عصره، وكان يذكر التدريس في زاوية الدولني، ويصلي صلاة حسنة الركوع والسجود وذكر من نسبه، وأنه طريقة السلف رحمه الله، قال: وقد سمعت أنا وأخي الشيخ أبو عمر منه، قلت: وروى عنه أيضًا أبو القاسم بن صصرى

<<  <   >  >>