للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكفرة اللئام، ومن عبدة الصلبان والأوثان، بيض الله وجهه وأعلى درجته في منازل الجنان، كان مولده بتكريت وأبوه متولي قلعتها سنة ثنتين وثلاثين وخمس مائة، ثم قدموا حلب، فكانوا تحت كنف الأتابكي زنكي ملكها والد نور الدين الشهيد، وتربى صلاح الدين يوسف في خدمة عمه أسد الدين شيركوه وباشر والده نجم الدين أيوب نيابة بعلبك، ثم لما تملك نور الدين بعد أبيه سنة إحدى وأربعين، وترعرع صلاح الدين في أتابكية دمشق، وكان فيه إذ ذاك لعب وشرب، فلما دخل مع عمه إلى الديار المصرية لنجدة العاضد بسفارة شاور الوزير، وكان

من أمورهم ما هو مبسوط في غير هذا الموضع وقيل شاور المذكور، استوزر العاضد أسد الدين شيركوه، فلم يلبث فيها إلا قريبًا من شهرين حتى مات، فتولى صلاح الدين يوسف الوزارة بمصر للعاضد، وعاهد الله وتاب مما كان فيه وأناب، وسعى في الإصلاح وسداد الأمور، وأمر الخطباء بذكر الخليفة العباسي أمير المؤمنين المستضيء بأمر الله، ففعل ذلك بعد العاضد، ثم قدمه عليه في الذكر، ثم أمر بترك ذكر العاضد ففهم العاضد إيلافه وذهابه، فعاجل نفسه وتحسى سُمًّا حتى مات، وزال بموته ملك الفاطميين عن الديار المصرية وغيرها من البلاد ولله الحمد، قال الشاعر:

توفي العاضد المدعى ... فما يفتح دريدعه فما

وعصر فرعونها انقضى ... وإلى يوسفها في الأمور محتكما

فلما كان ذلك مكن الله تعالى وله الحمد الملك صلاح الدين

<<  <   >  >>