للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطوسي، وعبد العزيز، وزينب الشعرية، وغيرهم، وارتحل إلى الموصل، فاشتغل بها على الكمال بن يونس، ثم قدم حلب، فأخذ عن القاضي بهاء الدين بن شداد، ثم قدم دمشق، ثم صار إلى الديار المصرية، فتأهل بها وناب في الحكم عن القاضي بدر الدين بن السنجاري، ثم قدم الشام على قضائها مستقلًا بالأمور، وذلك في سنة تسع وخمسين، ثم أضيف إليه من المذاهب الثلاثة من كل قاضي، وذلك في سنة أربع وستين، واستمر في الحكم إلى سنة تسع وستين، فعزل بالقاضي عز الدين ابن الصائغ فصار

إلى الديار المصرية، واستمر معزولًا سبع سنين، ثم أعيد إلى قضاء دمشق وعزله ابن الصائغ، ودخل ابن خلكان دمشق في أول سنة سبع وسبعين، وتلقاه نائب السلطنة، وأعيان البلد، وكان يومًا مشهودًا، قل أن رئي قاض مثله، وأنشأ ابن مصعب في ذلك:

رأيت أهل الشام طرا ... ما فيهم قط غير راض

نالهم الخير بعد شر ... فالوقت بسط بلا انقباض

وعوضوا فرحة بحزن ... مذ أنصف الدهر في التقاضي

فسرهم بعد طول غم ... قدوم قاض وعزل قاضي

فكلهم شاكر وشاك ... بحال مستقبل وماض

<<  <   >  >>