للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا، أم تركوا هنالك فناموا. إن في السماء لخبراً وأن في السماء لخبراً وإن في الأرض لعبراً سقف مرفوع وسهال موضوع. وبحار بحور، وتخوم تخور ثم تغور، أقسم قس بالله قسماً: إن لله لدينا هو أرض من دين نحن عليه، ثم تكلم بأبيات شعر ما أدري ما هي أبو بكر رضي الله عنه: قد كنت شاهداً ذاك والأبيات عندي: فقال: أنشدني ها، فأنشدوه أبو بكر رضي الله عنه:

في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا ... للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها ... تمضي الأكابر والأصاغر

لا يرجع الماضي إلى ... ولا من الباقين عابر

أيقنت أني لامحا ... له حيث صار القوم صائرا

وقد أنشد صلى الله عليه وسلم شعر طرفة:

ستبدي لك لأيام ما كنت جاهلا ويأتيك من لم تزوده الأخبار

فقال أبو بكر أنه قال:

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

فقال صلى الله عليه وسلم: " مالي وللشعر ولي" يريد ما قاله فيه عز وجل: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ}. وقال صلى الله عليه وسلم:

تفاءل بما ترجوه فلقلم

فقال علي عليه السلام:

بما ترجوه ألا تكونا

فصار بما تممه علي شعراً منتظماً

واستوقفته قتيلة بنت النضر بن الحارث عام الفتح بعد قتل أبيها صبراً فأنشدته:

أمحمد ها أنت خير نجيبة من قومها والفحل فحل معرق

النضر أقرب من قتلت قرابة وأحقهم إن كان عتقاً يعتق

ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنك

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو سمعت شعرها ما قتلته".

وقد كان كثير من الصحابة يقولون الشعر ويتمثلون بأشعار العرب فلم ينكره رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد استشهد عبد الله بن عباس فيما سأله نافع بن الأزرق في معاني القرآن بأشعار العرب، ودل به على معانيه وقال: الشعر ديوان العرب فما أنكره أحد منهم من الصحابة والتابعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>