للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواية (١) الصحابة عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في رؤية الله بالأبصار، وقد جاءت في ذلك الروايات من الجهات المختلفات، وتواترت بها الآثار, وتتابعت بها الأخبار.

وأنكروا شفاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمؤمنين (٢)، وردوا الرواية (٣) في ذلك عن السلف المتقدمين.

وجحدوا عذاب القبر، وأن الكفار في قبورهم يعذبون، وقد أجمع على ذلك الصحابة والتابعون.

ودانوا بخلق القرآن نظيرًا لقول إخوانهم من المشركين الذين قالوا: {إِنْ هَذَا إلا قَوْلُ الْبَشَرِ} (٤)، فزعموا أن القرآن كقول البشر.

وأثبتوا (٥) أن العباد يخلقون الشر نظيرًا لقول المجوس الذين يثبتون (٦) خالقين: أحدهما يخلق الخير، والآخر يخلق الشر.

وزعموا القدرية أن الله يخلق الخير وأن الشيطان يخلق الشر.

وزعموا أن الله شاء (٧) ما لا يكون، خلافًا لما أجمع عليه المسلمون من أن ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون (٨)، وردًّا لقول الله {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٩) فأخبر أنا لا نشاء شيئًا إلا وقد شاء أن نشاء.

ولقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} (١٠) ولقوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا


(١) في الإبانة: روايات.
(٢) في الإبانة: للمذنبين. وهي ساقطة من: تبيين كذب المفتري.
(٣) في الإبانة: الروايات.
(٤) سورة المدثر، الآية: ٢٥.
(٥) في الإبانة، وتبيين كذب المفتري: وأثبتوا وأيقنوا.
(٦) في الإبانة: أثبتوا.
(٧) في الإبانة، وتبيين كذب المفتري: يشاء.
(٨) في الإبانة: وما لم يشاء لم يكن.
(٩) سورة الإنسان، الآية: ٣٠.
(١٠) سورة البقرة، الآية: ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>