للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان كافرًا.

وندين أن الله يرى بالأبصار يوم القيامة (١)، كما يرى القمر ليلة البدر، ويراه المؤمنون كما جاءت الروايات (٢) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونقول: إن الكافرين -إذا رآه المؤمنون- عنه محجوبون (٣)، كما قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (٤) وأن موسى سأل الله الرؤية في الدنيا وأن الله تجلى للجبل فجعله دكًّا (٥)، فعلم (٦) بذلك موسى أنه لا يراه أحد (٧) في الدنيا.

ونرى ألّا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب يرتكبه كالزنا والسرقة وشرب الخمر، كما دانت بذلك الخوارج وزعموا بذلك (٨) أنهم كافرون، ونقول: إن من عمل كبيرة من الكبائر وما أشبهها مستحلًا لها كان كافرًا إذا كان غير معتقد لتحريمها (٩).


(١) في الإبانة: يرى في الآخرة بالأبصار.
(٢) وتقدم ذكر بعضها ص: ٤١٣.
(٣) في الإبانة: أن الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنة. . .
(٤) سورة المطففين، الآية: ١٥.
(٥) كما في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: ١٤٣].
(٦) في الإبانة، وتبيين كذب المفتري. فاعلم.
(٧) أحد: ساقطة من: الإبانة، وتبيين كذب المفتري.
(٨) في الإبانة:. . وزعمت أنهم.
(٩) في الإبانة:. . كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنا والسرقة وما شابههما مستحلا لها غير معتقد لتحريمها كان كافرًا. .

<<  <  ج: ص:  >  >>