يقول الألباني في كتابه "مختصر العلو" للذهبي- ص: ١٤٦: "أخرجه البُخاريّ. . وابن أبي عاصم في السنة (٥٧٠) ومسلم أيضًا، إلَّا أنَّه ليس عنده ذكر الضحك، وليس عندهم جميعًا ذكر لثابت ابن قيس، بل عند مسلم أنَّه أبو طلحة- رجل من الأنصار". أقول: والحديث يروى بروايات متعددة، ولعل ذلك راجع إلى تعدد القصة، وقد نقل ابن حجر في "فتح الباري" ١٤/ ٢٧١ - كتاب مناقب الأنصار- باب قول الله عزَّ وجلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} الآية أن رجلًا من الأنصار عبر عليه ثلاثة أيَّام لا يجد ما يفطر عليه، ويصبح صائمًا حتَّى فطن له رجل من الأنصار يقال له ثابت بن قيس. . قال: وهذا لا يمنع التعدد في الصنيع مع الضيف، وفي نزول الآية. قال السيوطي في -الدر المنثور- ٦/ ١٩٥: "أخرج مسدد في مسنده وابن أبي الدُّنيا في كتابه: "قرى الضيف"، وابن المنذر عن أبي المتوكل الناجي، أن رجلًا من المسلمين مكث صائمًا ثلاثة أيَّام. . إلى أن قال: فلما أصبح ثابت غدًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم" فنزلت هذه الآية {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} الآية. (١) الحديث رواه بلفظ آخر ابن ماجه في سننه ١/ ٦٤ المقدمة- باب: فيما أنكرت الجهمية- حديث / ٢٨١ - عن أبي رزين قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره" قال: قلت يا رسول الله: أويضحك الرَّبُّ؟ قال: "نعم"، قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرًا. ورواه الإمام أحمد في مسنده ٤/ ١١، ١٢ باللفظ الذي ذكره ابن ماجه. ذكر محمد فؤاد عبد الباقي -محقفي سنن ابن ماجه- ١/ ٦٤، بعد الحديث ما يلي: "في الزوائد: وكيع ذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجاله احتج بهم مسلم". ووكيع المشار إليه هو: وكيع بن حدس الراوي عن عمه أبي رزين.