للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم، وأن (١) العلم يتعلق بالمعدوم، فأمكن المفرق أن يقول: حاله قبل وجود المعلوم (٢) وبعده سواء.

وقد ذكر هذا الإلزام أبو عبد الله الرازي (٣)، والتزم قول الكرامية بعد أن أجاب بجواب ليس بذاك (٤)، فإن المخالف احتج عليه بأن السمع والبصر يمتنع أن يكون قديمًا، لأن الإدراك لا بد له من متعلق، وهو لا يتعلق بالمعدوم، فيمتنع ثبوت (٥) السمع والبصر للعالم قبل وجوده، إذ هم لا يثبتون أمرًا في ذوات الله، به يسمع ويبصر، بل السمع والبصر نفس الإدراك عندهم، ويمتنع أن يكون حادثًا، لأنه يلزم أن يكون محلًا للحوادث، ويلزم أن يتغير، وكلاهما محال.

وقال (٦) في الجواب: "لم لا يجوز أن يكون الله سميعًا بصيرًا بسمع قديم وبصر قديم، ويكون ذلك (٧) السمع والبصر يقتضيان التعلق بالمرئي والمسموع بشرط حضورهما ووجودهما (٨).

قال (٩): وهذا هو (١٠) المعنى بقول أصحابنا في السمع والبصر:


(١) في س: وان.
(٢) في الأصل: العلوم. والمثبت من: س، ط.
(٣) في كتابه "نهاية العقول في دراية الأصول" - مخطوط- أحمد الثالث ١٨٧٤ اللوحة: ١٥٣.
(٤) في الأصل: بذلك. والمثبت من: س، ط. وسوف يورد الشيخ -رحمه الله- جوابه بعد أن يذكر حجة مخالفة.
(٥) في س: بثبوت.
(٦) أي: فخر الدين الرازي في المصدر السابق- اللوحة: ١٥٣، ١٥٤.
(٧) ذلك: ساقطة من: س، ط.
(٨) في س: ووجودها.
(٩) قال: إضافة من الشيخ، والكلام متصل بما قبله في: نهاية العقول.
(١٠) هو: ساقطة من: نهاية العقول.

<<  <  ج: ص:  >  >>