قال الحافظ في الفتح: فإنه وإن كان في بداية الأمر؛ خشية أن يختلط الحديث بالقرآن الكريم، إلا أن بعض المحدثين: كالبخاري وغيره قد أعل الحديث بالوقف على أبي سعيد الخدري". يُنظر: فتح الباري: (١/ ٢٠٨). وأهل العلم يرون أن كتابة حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد مرت بمرحلتين: الأولى: النهي عن كتابة الحديث، وكان ذلك في بداية الأمر؛ مخافة اختلاط القرآن الكريم بغيره. يُنظر: معالم السنن (٤/ ١٨٤)، وفتح الباري (١/ ٢٠٨). الثانية: الإذن بكتابة الحديث، وذلك بعد أن استقرت الدعوة، وأمن النبي- صلى الله عليه وسلم - من الالتباس بالقرآن الكريم، فالنهي عن الكتابة متقدم، وآخر الأمرين الإباحة. يُنظر: معالم السنن (٤/ ١٨٤). يقول ابنُ القيم - موضحًا هذا الأمر -: " قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن الكتابة والإذنُ فيها، والإذنُ متأخرٌ، فيكون ناسخًا لحديث النهي". تهذيب مختصر سنن أبي داود (٥/ ٢٤٥).