للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين) [القصص: ٣٠] ومعنى هذا عند حبنكة الأشعري أن الشجرة التي خلق فيها الصوت وهو القرآن، قالت لموسى: إني أنا الله رب العالمين!. (١)

بل أين "الحبنكة"؟ من قوله سبحانه: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء: ١٦٤)، ومن قوله جل وعلا: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) (الأعراف من آية: ١٤٣)

ولقد تأمل الباحث في بعض ما كتب الحبنكة -رحمه الله- فلم يجده واضحًا من جهة المنهج العقدي في انتصاره بوضوح وجلاء لاعتقاد السلف، ومما يؤيد ما ذكره الباحث هنا ما أجاب به أحد الأعلام المعاصرين والذين لهم عناية كبرى بمنهج السلف وإبراز عقيدة أهل السنة والجماعة

والدعوة إليها وعلى منهجها ألا وهو الشيخ "صالح آل الشيخ"، فقد سئل عن كتاب (أسس العقيدة الإسلامية) لـ " حبنكة"

فأجاب حفظه الله تعالى:

"ما تحتاج لكتب المعاصرين الآن، طالب علم تقرأ كتب السلف، كتب المعاصرين -الذين لا يبيِّنون عقيدة أهل السنة قصدًا ويوضِّحونها- ما تحتاجها في العقيدة، خاصة العقيدة، إياك، -يعني- حتى تضبط عقائد السلف بتفصيلاتها، ثم بعد ذلك يمكن أن تقرأ في بعض الكتب في ذلك، هذا الكتاب من جنس كتب الشيخ عبد الرحمن حبنّكة الميداني، هو عنده ميل إلى الأشعرية أو التصريح بها في مواضع، وله كتاب اسمه: (ضوابط المعرفة) كتاب فلسفي يعني المعرفة عند الفلاسفة". (٢) انتهى

منهجه في كتابه:

[كان من أبرز معالم منهجه في كتابه ما يلي]

لقد نهج الشيخ "حبنكة" في تفسيره التدبري نهجًا نجمله باختصار فيما يلي:

أولًا: لقد ذكر في مستهل كتابه أحكامًا تدبرية تتعلق بالاستعاذة والبسملة.

ثانيًا: يذكر المكي والمدني من السورة ثم يبين الأقوال الواردة فيها، ثم يرجح بينها ويبين ما ذهب إليه واختاره.

ثالثًا: يذكر السورة بطولها كاملة ثم يعرج على ذكر أوجه القراءات الواردة فيها.


(١) من كتاب: الرد القويم البالغ على الخليلي الإباضي، للشيخ/ علي بن محمد بن ناصر الفقيهي: (١/ ٢٨٣)، طبعة دار المآثر، الطبعة الثانية ١٤٢٢ هـ.
(٢) شرح العقيدة الواسطية (١/ ٢٥٩).

<<  <   >  >>