للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تكون صائبة، وذلك في حدود ما أملاه العلماء المتقدمون وما حرره أهل التخصص - كذلك- من المتأخرين.

٣ - ولقد كان من أبرز دواعي تناول تلك الدراسة بحث جُلِّ ما يتعلق بالجمع العثماني بالدراسة والتحقيق والتحرير والتدقيق وتقريب مواضيع هذا الجمع بأسلوب علمي رصين سهل التناول، وبلغة عذبة رقراقة تسر الناظرين، وقد ضمّن الباحثُ بين جنباتها -الدراسة- مباحث هامة تشفي غليل الطالبين، وتحقيقات وتحريرات تذهب غيظ قلوب الراغبين من الباحثين، وتفيد عموم المسلمين أجمعين.

[بيان أهم النتائج]

١ - كان في طليعة أبرز نتائج هذا البحث الوقوف على الجهود العظيمة التي بذلها الصحابة رضي الله عنهم في صدر الإسلام وعنايتهم بحفظ كتاب ربهم واتخاذهم لذلك أعظم وأجل سبل السلامة لحفظه عن طريقي الحفظ في الصدور والكتابة في السطور كما تبين معنا ذلك جليِّا في طيات البحث.

٢ - أن جمع القرآن في عهده الأول (الجمع النبوي) كان له بواعثه وأسبابه ودواعيه، كما كان له خصائصه ومزاياه التي تميز بها عن الجمع في جميع مراحله، وقد شاء الله ألا يُجْمع القرآنُ في مكان واحد بين لوحين في هذه المرحلة لحكم كثيرة أرادها الله تعالى وقد بينها الباحث في طيات البحث، وقد كُتِب القرآنُ في هذا العهد على أدوات كتابة بدائية للغاية، وهذا مما يدلل على عظم المشقة والمعاناة التي واجهة القائمين على هذا الجمع من الصحابة رضي الله عنهم.

٣ - أن جمع القرآن في عهده الثاني (الجمع البكري) كان له بواعثه وأسبابه ودواعيه، كما كان له خصائصه ومزاياه التي تميز بها عن الجمع في جميع مراحله- كذلك-

فكان الصديق رضي الله عنه هو أول من جمع القرآن بين لوحين بعد أن كان مكتوبًا مفرقًا في الجمع الأول، وقد رتبه على الترتيب المصحفي كما كَتَبَهُ كُتَّابُ الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للجمع البكري أي إضافة جديدة تخالف الجمع في العهد النبوي الأول سوى أنه جمع القرآن بين لوحين بعد أن كُتِبَ وجُمِعَ مفرقًا.

ولقد ظهرت مؤخرة في عصرنا الحاضر ثلاثة تفاسير رتبها مصنفوها على الترتيب التَّنزلي مخالفين بذلك ما استقرت عليه الصحف العثمانية والتي قد رُتِبَت وفق الترتيب المصحفي الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم وتلقته الأمة بالقبول وصار عليه عمل السلف والخلف، وهذا الترتيب هو الذي استقرت عليه العرضة الأخيرة الموافقة للترتيب المثبت في اللوح المحفوظ عند رب العزة في كتاب مكنون.

<<  <   >  >>