للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد ناقش الباحثُ تلك التفاسير الثلاثة ونقض بنيانها فأتى عليها من القواعد حتى خَرَّت صريعة، فلا تستطيع أن تُقاوم حجج واضحات، وبراهين ساطعات، فقد أُبِيدت فكرتهم وقُتِلت مَوْءُودَة عن بكرة أبيها، فلا تسمع لهم بعدها أي صوت دويٍّ عليٍّ، أو حتى أي رد خفي، ولا ترى لهم بعدها عينًا تطرف بأي طرفٍ خفيٍ، فلا تُحس بعد تلك الحجج والبراهين لهؤلاء حسًا، ولا تسمع لأحد منهم صوتًا ولا ركزًا.

٤ - أن جمع القرآن في عهده الثالث (الجمع العثماني) كان له بواعثه وأسبابه ودواعيه والتي مر ذكرها مفصلة في ثنايا البحث،، كما كان له خصائصه ومزاياه التي تميز بها عن الجمع في جميع مراحله- كذلك، فقد كوَّن عثمانُ رضي الله عنه لجنة لجمع المصحف الإمام واختارها وفق قواعد وضوابط محكمة، كانت على أعلى درجة من الحسن والكمال والإتقان لتقوم بتلك المهمة العظيمة الجسيمة لحسم الخلاف وجمع الأمة على مصحف إمام، ثم نسخ عن المصحف الإمام

مصاحف بعث بها لأهل الأمصار وأرسل مع كل قارئ مصحفًا يقرأ في الغالب بنفس المصحف الذي كُتِبَ بين يديه، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على تلك الصحف وأثنوا عليها وتلقتها الأمة بالقبول، وبتلك الحكمة وبهذا العمل الجليل أخمدت تلك الفتنة في مهدها.

ولقد طعن الطاعنون على تلك الصحف وعلى هذا الجمع بمطاعن وشبه باردة، ولقد أورد الباحث تلك الشبه والمطاعن وناقشها وردها وأبطلها ودحضها.

٥ - وكان من أبرز نتائج هذا البحث أن بيَّن الباحثُ فيه أهمَ وأبرز القضايا المتعلقة بالمصاحف العثمانية، كما تناول بيان أهم نتائجه وفوائده، وأكد على جود المصاحف العثمانية بين الناس في وقتنا الحاضر، ثم بين أن من أهم مظاهر حفظ الله تعالى لكتابه سبحانه ظهور طباعة المصحف العثماني وانتشاره في الآفاق في عصرنا الحاضر.

٦ - كما نتج عن تناول هذا البحث معرفة الرسم العثماني ومفهومه في اللغة والاصطلاح، ومعرفة قواعده التي قررها علماء الرسم، وساق الباحثُ رسومًا تقريبية لمراحل الرسم العثماني وتطور مراحله منذ بداية كتابته وحتى وقتنا الحاضر، وتوصلت تلك الدراسة وخلصت إلى أن الرسم العثماني توقيفي، وأنه نسبته لعثمان - رضي الله عنه- نسبة شهرة لا نسبة ابتداء، ثم بينت الدراسة بوضوح وجلاء موقف علماء الرافضة من المصاحف العثمانية ثم فندتها بثوابت الأدلة وبدوامغ الحجج الواضحة والبراهين الساطعة.

٧ - ويُعد من أبرز نتائج تلك الدراسة تناولها للمرحلة الرابعة لجمع القرآن الكريم- (الجمع الصوتي للقرآن الكريم) - بالدراسة والتحقيق والتدقيق، وقد تناولت الدراسة بيان بداية فكرةِ هذا الجمع وظهور أول تسجيل صوتي للقرآن الكريم كاملًا، ثم وضعت ضوابط محكمة وقواعد أصيلة لتسجيل القرآن، ثم تناولت أهم الآفات والمعوقات التي تقف سدًا منيعًا أمام إكمال مشروع التسجيل الصوتي للقرآن الكريم في عصرنا الحاضر وعالجتها في ضوء المعطيات والتحديات

<<  <   >  >>