للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دراسة لغوية تاريخية " للدكتور. غانم قدوري الحمد، نشر: اللجنة الوطنية للنشر-العراق، عام: ١٤٠٢ - ١٩٨٢، ط ١، في مجلد واحد، وغيرها كثير.

يقول الدكتور صبحي الصالح (ت: ١٤٠٧ هـ) - رحمه الله -:

والذي يعلمُه علمَ اليقين كلُّ باحث مثقف أن كتابًا غير القرآن لم يحظَ بالعناية التي أُحِيط بها، ولم يصل إلينا كما وصل، فجاء - كما قال شفالي (١): - أكمل وأدق مما يتوقعه أي إنسان (٢)، وقد استنسخ المسلمون من المصحف العثماني آلاف النسخ جيلاً بعد جيل، وقد بقي المصحفُ

العثماني نفسُه على الرغم من انتفاء الحاجة إليه حتى سنة ١٣١٠ هـ؛ حيث كان محفوظًا في مقصورة في مسجد بدمشق وله بيت من خشب.

وختامًا:

فإن ذلك كله يشير إلى تحقق وعد الله الذي لا يتخلف ولا يتأخر ولا يتبدل والذي قال الله فيه وهو أصدق القائلين: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: ٩).

والحمد لله رب العالمين.

[المبحث الثاني: انفاذ المصاحف العثمانية]

وفيه خمسة مطالب:

[المطلب الأول: عدد المصاحف المنسوخة التي كتبها عثمان ووجه بها إلى الأمصار]

أولًا: اتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهد عثمان

لقد بلغت الخِلافةُ الرَّاشِدة أوج اتساعها خلال عهد ثالث الخلفاء الراشدين-عُثمان بن عفَّان-رضي الله عنه-، فامتدت أراضيها من شبه الجزيرة العربيَّة إلى الشام

فالقوقاز وأرمينية وأذربيجان شمالًا، ومن مصر إلى تونس غربًا، ومن الهضبة الإيرانيَّة إلى آسيا الوسطى والصين شرقًا، وبهذا تكون الدولة قد استوعبت كافَّة أراضي الإمبراطوريَّة الفارسيَّة الساسانيَّة وحوالي ثُلثيّ أراضي الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة.

وقد وقعت أغلب الفتوحات الإسلاميَّة في عهد الخليفة الراشد الثاني عُمر بن الخطَّاب-رضي الله عنه-، وأخذت القبائل العربيَّة تتوطن في البلاد الجديدة وتعمل على نشر الإسلام بين أهلها، فأصابت في ذلك نجاحًا كبيرًا حيث اعتنقت الأغلبيَّة الساحقة من أهالي تلك البلدان الإسلام. (٣)


(١) - المستشرق الألماني فريدريش شفالي: (ت: ١٣٣٨ هـ)، وهو تلميذ تيودور نولدكه
(٢) مباحث في علوم القرآن، نقلاً من مصدر أجنبي ٨٩.
(٣) يُنظر: دولة الخلفاء الراشدين، مقال عن: الموسوعة الحرة. بتصرف.

<<  <   >  >>