للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قراءاته، وبكافة حروفه التي نزل عليها ". (١)، ولا شك أن في تلك المقومات من المؤهلات الكافية للقيام بهذه المهمة الجليلة.

وهذا في حقهم جملة، إضافة لما تميز به بعضهم بصفات وخصائص خاصة ولا سيما زيد-رضي الله عنه- وقد مر معنا في طيات البحث كثيرًا ذكر دواعي اختياره في الجمع البكري، وهي كثيرة ومشهورة.

ثالثًا: منهجهم في الجمع

[الأسس والقواعد التي انطلقت منها ونهجتها لجنة الجمع]

١ - اتحاد المصدر "المجموع منه"، والمصدر "الجامع له".

* وذلك بأن لجنة الجمع اتخذت الصحف البكرية التي أجمع عليها الصحابة-رضي الله عنهم- مصدرًا أصيلًا ووحيدًا يعتمد عليه وينسخ منه القرآن.

* كما اعتمدت اللجنة ترتيب الصحف البكرية للآيات والسور والتي رتبت وفق ما استقرت عليه العرضة الأخيرة.

فهذا هو المصدر المجموع منه الصحف العثمانية.

* والذي رأس لجنة الجمع في العهدين هو زيد بن ثابت- رضي الله عنه- وهو المصدر الجامع له.

٢ - اعتماد لسان وحرف قريش عند الاختلاف في أحرف ووجوه القراءة وقت النسخ من الصحف البكرية، فبلسانها نزل القرآن.

٣ - اعتماد ونسخ ما نقل بالتواتر وإهمال ما اختلف فيه من وجوهِ القراءة وما كانت روايته آحادًا.

٤ - كل لفظ منقول بالتواتر يحتمل قراءته على أكثر من وجه يبقى خاليًا من النقط والشكل ومن أي علامة تقصر القراءة به على وجه واحد.

٥ - المراجعة والضبط بعد الانتهاء من النسخ، ثم المقابلة بالصحف البكرية للتأكد من سلامة النسخ وصحة النقل، وذلك صيانة للعمل وإتمامًا له على وجه تبرأ به الذمة ويُصان به كلام الله تعالى.

وفي نحو ذلك يُعرج الزرقاني على منهجهم في الجمع فيقول:

" … فكانت هذه الطريقة أدنى إلى الإحاطة بالقرآن على وجوهه كلها، حتى لا يقال: إنهم أسقطوا شيئًا من قراءاته، أو منعوا أحدًا من القراءة بأي حرف شاء على حين أنها كلها منقولة نقلاً


(١) - يُنظر: مناهل العرفان: (١/ ٢٥٩).

<<  <   >  >>