للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد توفي " قدروغلي "-رحمه الله - عام ١٣١٣ هـ، ودفن فى مقابر يحيى أفندي فى حي " بشيكطاش " باسطنبول.

بيان أهم وأبرز الدوافع التي ساقت الأستاذ "دروزة" لترتيب تفسيره ترتيبًا نزوليًا:

"أما دوافع الأستاذ محمد عزة دروزة لاتباع هذا النمط من التفسير فقد بينه بقوله في مقدمة تفسيره في الطبعة الأولى:

" .. فإننا بعد أن كتبنا الثلاثة وهي: عصر النبي- صلى الله عليه وسلم - وسيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم - من القرآن، والدستور القرآني (١) في شؤون الحياة، انبثقت فينا فكرة كتابة تفسير شامل، بقصد عرض القرآن بكامله بعد أن عرضناه فصولاً حسب موضوعاته في الكتب الثلاثة، نظهر فيها حكمة التنزيل ومبادئ القرآن، ومتناولاته عامة بأسلوب وترتيب حديثين، متجاوبين مع الرغبة الشديدة الملموسة عند كثير من شبابنا الذين يتذمرون من الأسلوب التقليدي ويعرضون عنه، مما أدى إلى انبتات الصلة بينهم وبين كتاب دينهم المقدس، ويدعو إلى الأسف والقلق وعلق المؤلف على الكلام السابق في الطبعة الثانية بقوله: " ونزيد على ما قلناه في الطبعة الأولى

فنقول: إن الحاجة إلى ذلك تشتد يومًا بعد يوم بنسبة ازدياد ما يتعرض له شبابنا وناشئتنا من تيارات جارفة عاصفة من الإلحاد والتحلل من مختلف القيم والروابط الأخلاقية والاجتماعية والتقليد الأعمى لكل تافه سخيف مخل بالدين والخلق والمروءة، والإقبال على قراءة المجلات والروايات الماجنة الخليعة التافهة .. "ا. هـ.

ويقول في موضع آخر مبررًا هذا المنهج:

" … لأننا رأينا هذا يتسق مع المنهج الذي اعتقدنا أنه الأفضل لفهم القرآن وخدمته، إذ بذلك يمكن متابعة السيرة النبوية زمنًا بعد زمن، كما يمكن متابعة أطوار التنزيل ومراحله بشكل أوضح وأدق، وبهذا وذلك يندمج القارئ في جو نزول القرآن، وجو ظروفه ومناسباته ومداه ومفهوماته، وتتجلى له حكمة التنزيل". (٢)

"إذًا يمكن تحديد دوافع "دروزة" بالنقاط التالية:

١ - بيان حكمة التنزيل ومبادئ القرآن ومتناولاته عامة بأسلوب وترتيب حديثين.

٢ - التجاوب مع رغبة الشباب المتذمرين من الأسلوب التقليدي في التفسير.


(١) - لا يجوز ولا يليق بكلام الله أن يُسمى دستورًا أبدًا. الباحث.
(٢) -التفسير المنير، وهبة الزحيلي، دار الفكر. (د. ص)

<<  <   >  >>