للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما من عصر مر على هذا الكتاب إلا وقد استخدم الله فيه طائفة من المسلمين وغيرهم لخدمة القرآن وتحقيق الوعد الإلهي بحفظه، فكيف بدأت هذه الرحلة وإلى أين انتهت؟. (١) هذا ما يحاول الباحث بيانه عبر تلك السطور.

[أول طبعات للمصحف الشريف]

إن اكتشاف عالم الطباعة عبر تلك الآلات الحديثة (٢) يُعد من أجل النعم التي سخرها الله لعباده المؤمنين ليستعينوا بها على طباعة ونشر كتابه الكريم في أرجاء الدنيا.

ولقد كان في طليعة طباعة المصحف الشريف ثلاث طبعات أوروبية، وكانت تلك الطبعات ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين وهي على النحو التالي:

[الطبعة الأولى: طبعة "البندقية" بإيطاليا]

وقيل أنها كانت عام ١٥٣٧ م- أو ١٥٣٨ م، وقيل غير ذلك، كما اختلف في مكان طبعها فقيل البندقية (٣)، وقيل روما، كما اختلف في القائم على أمر طباعتها (٤)

وهذه صورة من أول نسخة مطبوعة من القرآن الكريم، بمدينة البندقية في إيطاليا حيث كان أول مصحف مطبوع في العالم. ولم يبق من نُسَخِهِ غير نسخة واحدة محفوظة في دير سانت ميشل بالبندقية في إيطاليا، كما هي في شكل (١) (٥)


(١) - تاريخ المصحف، حسام طاهر، ملتقى أهل التفسير، بتاريخ: ٢٢/ ٩/ ١٤٣٧ هـ. بتصرف يسير.
(٢) قيل: يوحنا جوتنبرج (١٣٩٧ هـ-١٤٦٨ م) وهو اسم لمع في مدينة (ماينز) بألمانيا، وارتبط باختراع فن المطابع، وذلك عام ٨٤٠‍ هـ/ ١٤٣٦ م، وقيل كان تطويرها على يد الألماني: يوهان غنزفلايش تسر لادن تسوم غوتنبرغ (بالألمانية) (Johannes Gutenberg):
(١٣٩٨ م - ١٤٦٨ م) وهو: مخترع ألماني قام في سنة ١٤٤٧ م بتطوير قوالب الحروف التي توضع بجوار بعضها البعض ثم يوضع فوقها الورق ثم يضغط عليه فتكون المطبوعة.
مطورًا بذلك علم الطباعة الذي اخترع قبل ذلك في كوريا في سنة ١٢٣٤ مم، وهو يعتبر مخترع الطباعة الحديثة. نقلًا عن الموسوعة الحرة.
(٣) - وهي مدينة فينسيا حاليًا، المعروفة بالمدينة العائمة بإيطاليا.
(٤) فقيل: باغنين وقيل: بافاني وقيل باجانيني. ورغم ما يتردد من شك حول اكتشاف نسخة من هذه الطبعة في مكتبة الدير الفرنسسكاني القديس ميخائيل بالبندقية على يد أنجيلا نيوفو Angela Novo (وذلك في دراسة نشرتها عام ١٩٨٧ م في دورية La Bibliofila بعنوان IL corano Arabo ritravato، ترجمة في العدد المزدوج ٥٣، ٥٤ من المجلة التاريخية المغربية عام ١٩٨٩ م.) إلا أن هناك اتفاقًا على أن هذه الطبعة أتلفت بأمر من البابا و إذا كان هناك من الباحثين من يرجع سبب إتلافها إلى رداءة طباعتها و عدم تقيدها بالرسم الصحيح للمصحف حسب ما اتفق عليه علماء المسلمين مما جعل المسلمين يحجمون عن اقتنائها إلا أن تدخل البابا و أمره بإتلافها يوحي بأن هناك دافعًا دينيًا أيضًا وراء إتلاف هذه الطبعة.
(٥) - يُنظر: تأريخ طباعة القران

<<  <   >  >>