للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن كتم التقيّة عندهم أعزه الله ومن أظهرها أذله الله

روى الكليني عن سليمان بن خالد قال:

قال أبو عبد الله: يا سليمان، إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله. (١)

ولقد بلغ من غلوهم في التقيّة أن جعلوا تَرْكَهَا مساو للشرك في عدم المغفرة،

فقد رووا عن عليّ بن الحسين الإمام الرابع أنه قال:

يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين، ترك التقيّة، وترك حقوق الإخوان. (٢)

الأمر السادس: القول في التقيّة عند بعض منصفي الرافضة، هذا إن كان فيهم منصفٌ، ونخشى أن تكون من التقيّة أيضًا:

يقول الدكتور موسى الموسوي (م):

لقد أراد بعض علمائنا -رحمهم الله- أن يدافعوا عن التقيّة، ولكن التقيّة التي يتحدث عنها علماء الشيعة وأمْلَتْها عليها بعض زعاماتها هي ليست بهذا المعنى إطلاقًا، إنها تعني أن تقول شيئًا وتضمر

شيئًا آخر، أو تقوم بعمل عبادي أمام سائر الفرق وأنت لا تعتقد به، ثم تؤديه بالصورة التي تعتقد به في بيتك. (٣)

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: ٧٢٥ هـ) -رحمه الله-:

الرَّافِضَة أَجْهَلُ الطَّوَائِفِ وَأَكْذَبُهَا وَأَبْعَدُهَا عَنْ مَعْرِفَةِ الْمَنْقُولِ وَالْمَعْقُولِ وَهُمْ يَجْعَلُونَ التَّقِيَّةَ مِنْ أُصُولِ دِينِهِمْ، وَيَكْذِبُونَ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ كَذِبًا لَا يُحْصِيهِ إلَّا اللَّهُ، حَتَّى يَرْوُوا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ أَنَّهُ قَالَ: التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي، و" التَّقِيَّةُ " هِيَ شِعَارُ النِّفَاقِ؛ فَإِنَّ حَقِيقَتَهَا عِنْدَهُمْ أَنْ يَقُولُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَهَذَا حَقِيقَةُ النِّفَاقِ. (٤)

لا نتعجب من قول شيخ الإسلام، فهم قبل كذبهم على أئمتهم يكذبون على رب الأنام وعلى النبي عليه الصلاة والسلام.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: ٧٢٥ هـ) -رحمه الله- أيضًا: -

وأما الرافضة فأصل بدعتهم عن زندقة وإلحاد وتعمد الكذب كثير فيهم، وهم يقرون بذلك حيث يقولون: ديننا التقيّة، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه وهذا هو الكذب والنفاق،


(١) الكافي (٢/ ١٧٦).
(٢) - الشيعة والسنة (ص ١٥٨).
(٣) - الشيعة والتصحيح (ص ٥٢).
(٤) - مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٦٣).

<<  <   >  >>