للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسن الظن بالله:

كانت تطلعات وآمال الدكتور النبيل/ لبيب السعيد تتجه نحو تكامل هذا المشروع، وذلك بتسجيل القرآن الكريم بجميع رواياته، وكان بالفعل قد وضع خطة لهذا العمل العظيم وكله آمل ورجاء في إتمامه وإكماله في حياته، وها هو يعبر عن مكنون نفسه تجاه هذا الأمل الكبير

فيقول -رحمه الله-:

فليت أن المشروع يتم عاجلاً، وفق التخطيطات المرسومة له! وليت أن الله صاحبَ الفضل والمنة ينفع بهذا المشروع كما نحب، وخيرًا مما نحب! وليت أنه ـ سبحانه ـ يجعل هذا المشروع ـ دائمًا ـ عملاً خالصًا تمامًا لوجهه الكريم. (١).

ولا شك أن الله تَعالَى يقول: "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي" (٢). فمن أحسن الظن بالله وقرنه بحسن العمل وصدق النية وصلاح الطوية فلا شك أن مثل هذا حري أن يوفق لكل خير.

ولو عاش رحمه الله لزماننا لوقف بنفسه ورأى بأم عينيه ما تقر به نفسه.

وهذا العمل العظيم تعجز الأقلام أن تسطره توّفية لحقه، وينتهي المداد دون أن نحمد الله على تلك النعمة ونشكرها حق شكرها، فالحمد لله الشكور الذي يجازي على القليل كثيرًا، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

[من مشاهد التنافس في هذا الميدان]

أولًا: تسجيل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بطرق مختلفة

كما أن هذا العمل كان دافعًا لكبار القراء ومشاهير للتنافس في هذا الميدان الجليل

فقد تنافس عدد من القراء الكبار في تسجيل القرآن الكريم كاملًا بأصواتهم برواية حفص عن عاصم بطرق مختلفة (٣) وتم التسجيل لصالح الإذاعة المصرية، والتي كونت لجنة علمية للإشراف على تلك التسجيلات ومراجعتها.

وقد سجلت تلك التسجيلات بأصوات أصحاب الفضيلة المشايخ:

١ - الشيخ محمود خليل الحصري (ت: ١٤٠٠ هـ)

٢ - الشيخ مصطفى إسماعيل (ت: ١٣٣٩ هـ)

٣ - الشيخ محمود علي البنا (ت: ١٤٠٥ هـ)


(١) -الجمع الصوتي، لبيب السعيد (ص: ٥٠٠).
(٢) - رواه البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باختلاف يسير.
(٣) للاستزادة من معرفة هذه الطرق بشيء من التفصيل يُنظر: "صريح النص"؛ للشيخ على محمد الضباع، شيخ عموم المقارئ المصرية - رحمه الله. والذي وضع فيها جدولاً لكل طريق من الطرق الأربعة الرئيسية: (الهاشمي، وأبي طاهر، والفيل، وزرعان).

<<  <   >  >>