للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن دين الرافضة مبني ومؤسس على الزور والكذب والبهتان وقد غلفوا ذلك بغلاف مُبطن أسموه " التقيّة "، ومن هنا كان لزامًا على الباحث بيان مفهوم معنى التقيّة وتجليته للعيان، وهذا يتضمن أمورًا من الأهمية بمكان:

الأمر الأول: بيان مفهوم معنى التقيّة في اللغة والاصطلاح

وببيان مفهوم التقيّة في اللغة والاصطلاح يتضح لنا معناها ويبين لنا فحواها

أ- مفهوم التقيّة في اللغة

التقيّة لغة: الحذر والحيطة من الضرر، والاسم: التقوى، وأصلها: إوتَقى، يُوتَقي، فقُلبت الواو إلى ياء للكسرة قبلها، ثمّ اُبدلت إلى تاء واُدغمت، فقيل: اتّقى، يتَّقي. (١)

ب- مفهوم التقيّة في الاصطلاح

ونتناول أولًا مفهوم التقيّة عند علماء أهل السنة:

يقول السرخسي: (ت: ٤٩٠ هـ): والتقيّة: أن يقي نفسه من العقوبة بما يظهره، وإن كان يضمر خلافه. (٢). والسرخسي قد قيدها باتقاء العقوبة.

ويقول محمّد رشيد رضا (ت: ١٣٥٤ هـ): والتقيّة: ما يقال أو يُفعل مخالفاً للحقّ لأجل توقّي الضرر. (٣). ورشيد رضا قيدها بتوقّي الضرر.

ويقول محمد مصطفى المراغي (ت: ١٣٦٤ هـ): التقيّة، بأن يقول الإنسان، أو يفعل ما يخالف الحقّ، لأجل التوقّي من ضرر الأعداء، يعود إلى النفس، أو العِرض، أو المال. (٤). وكذلك المراغي قيدها بتوقّي ضرر الأعداء.

ويلاحظ أن تعريف التقيّة عند علماء الإسلام من أهل السنة مقيد بخوف الضرر، واتقاء العقوبة، وقيد ذلك أيضًا بالخوف من الأعداء، وذلك من أجل حفظ الضرورات والكليات الخمس التي جاءت بها مقاصد الشريعة، وأمرت بحفظها.

وهذه الضرورات هي: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسب (العرض)، حفظ المال.


(١) - تاج العروس، الزبيدي ١٠: ٣٩٦ ـ " وقي ".
(٢) - المبسوط، السرخسي ٢٤: ٤٥.
(٣) - تفسير المنار، محمّد رشيد رضا ٣: ٢٨٠.
(٤) - تفسير المراغي: (٣/ ١٣٧).

<<  <   >  >>