للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: أسباب ودواعي اختيار موضوع البحث

إنما ترجع أسباب ودواعي وبواعث هذا الجمع لأمور كِبَارٍ عِظَامٍ للغاية تهم كل مسلم عمومًا، وكل باحث خصوصًا، كما ترمي تلك البواعث والدواعي لتنبيه المختصين والمهتمين بعلوم القرآن في كثيرًا من المباحث التي تناولها هذا البحث بالتحقيق والتدقيق بأسلوب علمي تأصيلي قد قصد منه تجلية بعض الحقائق العلمية المتعلقة بموضوع البحث، والتي من أبرزها ما يلي:

السبب الأول: جمع كل أطراف موضوع البحث في بحث علمي بين دفتي بحث واحد مستقل، وهو ما لم يقف عليه الباحث في حدود علمه وبحثه الضيق، ذلك لأن الجمع العثماني لم يقف الباحث على دراسة له مستقلة قد جمعت كل ما يتعلق به من مباحث في بحث علمي مستقل، وكل ما وقف عليه إنما هو مدرج تحت مبحث جمع القرآن في مراحله الثلاث فحسب، ومع ذلك لم يقف أيضًا على شمولية دراسة هذا الجمع في أي منها، فأراد الباحث بهذا لم شمل كل متعلقات هذا المبحث الهام-الجمع العثماني- وكل ما يتعلق به في بحث علمي تأصيلي في مكان واحد، وقد سبق التنبيه على ذلك في ذيل الدراسات السابقة آنفًا.

السبب الثاني: بيان مراحل جمع القرآن في عهديه الأول والثاني، وبيان مزايا وخصائص كل مرحلة من المرحلتين، وذكر الفرق بينها، وبيان الصفة والحالة التي تم بها الجمع في هاتين المرحلتين فيما يتعلق بموافقة كل منهما للعرضة الأخيرة الموافقة لما هو مثبت في اللوح المحفوظ، وأن الجمع في

المرحلتين كان موافقًا للترتيب المصحفي كما هو حال المصاحف التي في أيدي المسلمين الآن في كل أقطار الدنيا.

السبب الثالث: عرض ودراسة ومناقشة التفاسير التي رُتِبَت ترتيبًا نزوليًا لا ترتيبًا مصحفيًا والتي خالفت بعملها هذا ما استقر عليه الجمع في عهوده الثلاثة، والتي تُعدُ بذلك العمل المشين مخالفة لعمل جماهير الصحابة رضي الله عنهم وما أجمعت عليه الأمة سلفًا وخلفًا وتلقاه عمومًا المسلمين بالقبول، والرد عليها بدوامغ الأدلة وواضحات البراهين.

السبب الرابع: تناول دراسة الجمع الثالث في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضى الله عنه وتدوينه في-"المصاحف العثمانية" مبينًا التعريف به وصفة جمعه ذاكرًا لأعضاء لجنة الجمع مبينًا دواعي اختيارهم، ثم معرجًا على علاقة هذا الجمع بالجمع البكري ثم مبينًا الفرق بين الجمعين، ثم تناول الكلمات التي اختلف رسمها في المصاحف العثمانية.

السبب الخامس: أراد الباحث التحقيق في ذكر عدد المصاحف المنسوخة التي كتبها عثمان ووجه بها إلى الأمصار، وطريقته البديعة في بعثه بها إلى الأمصار، ومواقف الصحابة- رضي الله عنهم منها، ثم دحض الشبهات الواردة حولها، والكلام على دواعي تحريق المصاحف الأخرى، ثم

<<  <   >  >>